معين الشريف يسافر بالجمهور إلى عالم الإحساس والرومانسية استمتع الجمهور الذي تابع فعاليات السهرة السادسة من مهرجان جميلة، المقام بالمدينة الأثرية كويكول، بالحضور القوي لصاحب الإحساس الرفيع والكلمات الرقيقة والصوت العذب، الفنان معين شريف القادم من بلاد الأرز لبنان، حيث سافر بهم بعيدا إلى عالم الرومانسية والإحساس بتقديمه باقة منوعة من أغانيه، إضافة إلى مفاجأة سارة تتمثل في أدائه لأغنية جزائرية. استهل المطرب وصلته بتقديم أغنية "يا هلا بيكم" ترحيبا بالجمهور، تلتها بعض الأغاني الرومانسية الحالمة على غرار "رمشة عينك ضوتني" ثم أغنيته المشهورة "بعدك مثل ما كنت" التي تفاعل معها الجمهور خصوصا من الجنس اللطيف، الذي كان يلوح بيديه، ثم طالبه بتأدية أغنية "الليل يا ليلى"لعملاق الطرب والفن اللبناني وديع الصافي. الفنان لم يتردد في تلبية رغبة الحضور فصدح بهذه القصيدة الشهيرة و أبدع بجمال صوته و إتقانه في الأداء الصادق المتدفق الأحاسيس فارتفعت تصفيقات الجمهور الحارة من شدة التأثر و الطرب ، وانتقل بعدها للطابع الراقص والخفيف وأدى أغنية "نصيبي" وفاجأ الجميع بتأدية أغنية "نجمة قطبية" للفنان الجزائري الكبير رابح درياسة بإتقان شديد. علما بأنه اعتذر من الجمهور بلباقة في حالة تقصيره أو وقوعه في أخطاء في نطق بعض الكلمات، ليختم وصلته الغنائية، التي استمرت أكثر من ساعة ،و وصفها الجميع بالناجحة جدا بتقديم أغنية "حتى لما تروح". اعتلى الركح بعد اللبناني معين الشريف ثلة من الفنانين الجزائريين على غرار ندى الريحان التي قدمت باقة من الأغاني الجزائرية المعروفة وأغنية وطنية حماسية بمناسبة احتفالات 20 أوت بعنوان "يا ثورة الأحرار"، إضافة إلى أغان من ألبومها الجديد منها "قولولو يرجع". بعد انتهاء فقرة ندى، صعد إلى الركح توفيق الندرومي الذي قدم للجمهور وصلات غنائية من الطابع المغربي ،استهلها بألوان لعلاوي ثم بروالي وفيلال، رقص على وقعها الجمهور. تلاه نجم الأغنية السطايفية المخضرم تشير عبد الغني السهرة بتقديمه أشهر الأغاني السطايفية على غرار عيطة السراوي "يابوطيبة داويني" التي تفاعل ورقص على وقعها الجمهور وكذا أغنية "ياسيدي الخير"و "عامر لحرار" و"الغربة". الفنان سلطان ختم السهرة بتقديمه أغنيات شبانية سطايفية راقصة أثلجت قلوب الحضور خصوصا الشبان الذين رقصوا مطولا على وقع أغاني "عبلة" و"الجزائر الزينة"، ليسدل الستار على السهرة السادسة وطيف رومانسية ابن لبنان معين الشريف لم تغادر أركان وزوايا المدينة الرومانية كويكول. أمنية حياتي كانت أن أؤدي "ديو"مع وردة الجزائرية أكد الفنان معين شريف القادم من بلاد الأرز لبنان، بأنه مسرور بالمشاركة في مهرجان جميلة والالتقاء بالجمهور الذي أكد بشأنه بأنه ذواق لمختلف الفنون، وأشار خلال ندوة صحفية بأن الفن يحمل رسالة نبيلة و يمثل جانبا من جوانب الهوية العربية و كل محاولة لطمسه خصوصا التراث القديم هي محاولة لطمس الهوية العربية. خاصة -يضيف معين- في ظل الغزو الرهيب الذي ضرب ثقافتنا التي أضحت تنهل بطريقة عمياء من كل الثقافات.مشيرا إلى أن الفنانين الكبار تركوا موروثا ثقافيا لا يمكن الاستغناء عنه. معين شريف تطرق إلى الواقع السياسي العربي و تأسف لأنه في فترة سابقة حرم من دخول مصر بسبب موقفه تجاه القضية الفلسطينة التي يدعمها قلبا وقالبا. لكن هذا الأمر زال نهائيا، و أصبح يزورها من حين لآخر ليستغل كما قال الموروث الثقافي و الفني الثري لأم الدنيا،مختتما كلامه بأن أمنية حياته كانت تسجيل عمل ثنائي مع الراحلة وردة الجزائرية لكن أمنيته للأسف الشديد لم تتحقق.