رمطان لعمامرة يؤكد أن الدبلوماسيين الثلاثة المختطفين على قيد الحياة أكّد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن الدبلوماسيين الجزائريين الثلاثة المختطفين في مالي على قيد الحياة، وأن الدولة الجزائرية مجندة دائما من اجل العمل على إطلاق سراحهم وعودتهم إلى ذويهم. ورفض وزير الشؤون الخارجية في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر وزارة الشؤون الخارجية رفقة وزيري الاتصال عبد القادر مساهل والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد المجيد بوقرة تقديم المزيد من التفاصيل عن وضعية الدبلوماسيين الثلاثة " هم على قيد الحياة حسب آخر المعلومات التي وصلتنا قبل أيام.. ولا يمكنني الدخول في التفاصيل"، مؤكدا في ذات الوقت أن الدولة الجزائرية ستبقى مجندة من أجلهم، متمنيا أن يعودوا الى ذويهم سالمين، معبرا عن وقوفه وتضامنه مع أسرهم. وللإشارة فإن ثلاثة دبلوماسيين جزائريين من أصل سبعة لا يزالون محتجزين منذ الخامس أفريل من العام 2012 بعد اختطافهم من قبل الجماعة الإرهابية المسماة حركة الجهاد والتوحيد في غرب أفريقيا، ويجهل حتى الآن أين تحتجزهم هذه الجماعة. كما أكّد الوزير من جهة أخرى، أن الدبلوماسية الجزائرية حاضرة بقوة أين يجب أن تكون، ولا يوجد من يزعزعها أو يؤثر على أدائها، لكن التقاليد التي ورثتها عن دبلوماسية الثورة التحريرية تجعلها بعيدة عن الكلام الكثير وعن الكلام لمجرد الكلام. وقدّم رمطان لعمامرة الأسس الرئيسة التي تقوم عليها الدبلوماسية الجزائرية، وشكل تعاطيها مع الملفات الحساسة المطروحة اليوم إن على المستوى الإقليمي أو الدولي. وذكّر لعمامرة بأن الدبلوماسية والاتصال لعبا دورا كبيرا خلال الثورة التحريرية، وقال بهذا الخصوص أن هناك عوامل موضوعية تؤهل الجزائر للعب دورها كاملا في المحافل الدولية، منها موقعها الاستراتيجي و سعة مساحتها، وتاريخها ومواردها الطاقوية والطبيعية، واستقرارها وأداؤها الاقتصادي، وانشغالها بالعدالة الاجتماعية، وأهمية وخصائص سكانها، و حيوية ديمقراطيتها التعددية ومؤسساتها، فضلا عن تطور مجتمعها المدني وقدرات جيشها وقواتها الأمنية، وقوة اقتراح وتجنيد دبلوماسيتها ونوعية خبرة القيادة التي تملكها. وبالنسبة للمسائل الملحة والتحديات المطروحة اليوم على أكثر من صعيد أكد وزيرنا للشؤون الخارجية أن الجزائر هي مفتاح الاستقرار الإقليمي وهي حريصة على أن تكون عنصر ومصدر استقرار على حدودها، مجددا بالمناسبة التذكير بمواقفها من العديد من القضايا فقال أن موقفها الثابت من القضية الصحراوية نابع من وفائها لتاريخها وارتباطها بالشرعية الدولية، وهي تعتبر أن امن واستقرار منطقة الساحل يأتي عبر التنمية، وبالنسبة للمغرب العربي تعتبره الجزائر قناعة قوية وأمل كبير وتحديات كبرى أيضا. وفي إفريقيا تجدد الجزائر التزامها بالعمل الدؤوب على إيجاد الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية ودفع التنمية والشراكة والتعاون الاقتصادي، مذكرا في مجال مكافحة الإرهاب بما عانته الجزائر من هذه الآفة، لكن أيضا انتصارها عليه واعتراف العالم لها بذلك، وبالنسبة للعمامرة فإن مكافحة الإرهاب هي كفاح من اجل حياة ومن اجل الكرامة الإنسانية. وفضلا عما سبق ذكره تكلم وزير الشؤون الخارجية أيضا عن اطر أخرى تنتمي إليها الجزائر كالعالمين العربي والإسلاميين والاتحاد الإفريقي ودول عدم الانحياز ومنظمة الأوبيب، واعتبر القرب من أوربا منبعا كبيرا للأمل المشترك. وردا عن سؤال متعلق بالوجود الحقيقي للجزار في مناطق تعتبر حساسة وهامة بالنسبة لنا أكد رمطان لعمامرة أن مكانة الجزائر "لن تهزها أي ريح" وأنها موجودة في الساحل وبفعالية وصوتها مسموع وأهدافها تتجسد، أما عن تطوير الاتصال بوسائل الإعلام فقد عبّر لعمامرة عن استعداد وزارته العمل وفق الاستراتيجية التي أعلن عنها وزير الاتصال، وقال انه يجب استخلاص الدروس والعبر مما سبق و ملأ أماكن الفراغ في هذا المجال، معبرا عن فتح صفحة جديدة مع وسائل الإعلام وتوفير كل ما تطلبه من معلومات لتجاوز التجارب السابقة في هذا المجال، واعتبر الإعلام و الاتصال شريكا للدبلوماسية. وبالمناسبة أعلن المتحدث عن وضع الحجر الأساس لبناء المعهد الدبلوماسي الدولي اليوم بمقر وزارة الشؤون الخارجية، هذا الأخير الذي كان رئيس الجمهورية قد أنشأه قبل عشر سنوات كوّن في هذا الظرف الزمني 400 إطار يتوزعون على مختلف هياكل الوزارة وفي ممثلياتها في الخارج، وقال أن الجزائر اليوم تضم 83 سفارة و38 قنصلية 18 منها في فرنسا، معلنا في نفس السياق عن تعاون مع وزارة الداخلية لرقمنة كل مصالح الوزارة لتسهيل تقديم الخدمة للمواطن.