الزوجان آكنوش يلخصّان تجربتهما الرائدة في زراعة الزعفران بقسنطينة يسلّط المركز الثقافي الفرنسي بقسنطينة اليوم الضوء على تجربة زراعة الزعفران بقسنطينة و التي تعد الأولى على المستوى الوطني، من خلال نقل شهادات حية للمزارعين لويزة سيدي حاكت و مصطفى آكنوش اللذين رفعا التحدي و جعلا من أرض بور ببلدية ابن باديس جنة لما يعرف بالذهب الأحمر. التجربة التي انطلقت في نهاية أوت 2010 كللت بالنجاح في الأشهر القليلة الموالية، حيث تمكن المزارعان، اللذان استفادا من تكوين في مجال زراعة هذا النبات الذي يدخل ضمن فصيلة السوسنية بمقاطعة فار الفرنسية، من جني أول ثمار جهد و حلم آمنا بتحقيقه منذ البداية لتوّفر كل الظروف المناخية المناسبة. نتائج التحاليل الأولية للعيّنات الأولى المعروضة على المخابر المتخصصة، أكدت جودة النوعية المزروعة في أرض "الهرية" من حيث الذوق و الرائحة و شجعت الزوجين على مواصلة مغامرتهما بكل ثقة، لما يشكله هذا الصنف من النباتات العطرية من مصدر للرزق و الكسب الكبير، باعتبار سعر الكيلوغرام الواحد منه يتجاوز بفرنسا على سبيل المثال ال30ألف أورو. إن زراعة و قطف هذه النبتة ليس بالعمل السهل لما يتطلبه من جهد عضلي و صبر فجمع كمية قليلة يعني قطف الكثير من الأزهار، حيث يعادل الغرام الواحد من الزعفران حوالي 240زهرة تقطف جميعها بعناية، حسب المختصين.وهكذا امتدت هذه التجربة إلى مناطق أخرى بأرض الوطن بعدما حققته من نتائج مشجعة بقسنطينة. حيث يعد الزعفران من أكثر التوابل غلاء في العالم، و يستعمل في التعطير و الطب و الطبخ و تمركزت زراعته طيلة قرون بدول شرق القارة الأسيوية قبل انتشارها بكافة أنحاء العالم. "الذهب الأحمر"عنوان المحاضرة التي يحتضنها المركز الثقافي الفرنسي أمسية اليوم ابتداء من الساعة الثالثة بعد الظهر و التي ستلّخص تاريخ زراعة الزعفران و الأساطير المتداولة حول هذه النبتة العطرية التي تدخل في إعداد الكثير من الأطباق التقليدية القسنطينية.