الجزائر تدعو المجموعة الدولية إلى موقف حازم اتجاه سياسة القمع الاسرائيلية في فلسطين دعا وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أول أمس بالعاصمة، المجتمع الدولي للوقوف بحزم في وجه السياسة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني القائمة على الاستيطان والقمع والتمييز العنصري. وقال لعمامرة خلال ندوة نظمت بمقر وزارة الشؤون الخارجية إحياء لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني «أوجه من خلالكم نداء للمجتمع الدولي من أجل الوقوف بحزم أمام السياسة الاسرائيلية القائمة على الإستيطان والقمع والتمييز العنصري وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه». وأضاف بأن ما يشهده الوضع في الأراضي المحتلة من دفع خطير لمشاريع الاستيطان وعمليات التهويد الممنهج للقدس الشريف والحصار المطبق على قطاع غزة لدليل ساطع على عزم إسرائيل على مواصلة سياسة الاحتلال وإجراءات التصعيد التي يلجأ إليها كلما لاح بصيص أمل في تسوية سلمية للقضية. وفي هذا الإطار نوه وزير الخارجية بقرار الاتحاد الأوروبي القاضي بمقاطعة المنتجات القادمة من المستوطنات ومنع دخولها إلى الأسواق الأوروبية، معبرا عن أمله في أن تحذو الدول المحبة للسلام حذو الإتحاد الأوروبي بشأن هذا القرار الشجاع. ولم يفوت لعمامرة المناسبة ليؤكد مجددا دعم الجزائر للمبادرات الصادقة والمساعي الجادة الهادفة الى إحلال السلام في الشرق الأوسط على أساس الشرعية الدولية. كما أكد على الموقف الثابت للجزائر المساند للقضية الفلسطينية وتمسكها بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني لا سيما حقه المشروع في استرجاع أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وشدد الوزير في ذات السياق على أن الجزائر ظلت سندا دائما للقضية الفلسطينية في كل الظروف والمحافل الدولية، مذكرا في هذا الشأن بالقرار التاريخي الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 29 لسنة 1974 بمنح منظمة التحرير الفلسطينية صفة المراقب، منوها بالدور الذي لعبه يومها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عندما كان يشغل منصب وزير الشؤون الخارجية. وفي سياق متصل، أكد لعمامرة أن إحياء هذه الذكرى عبر هذه الوقفة يؤكد دعم الجزائر اللامشروط لمطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة معبرا عن أمله في أن تكون هذه المناسبة منبرا لتحسيس الرأي العام بهذه القضية المحورية بالنسبة للنزاع في الشرق الأوسط وحث المجموعة الدولية على الاضطلاع بمسؤولياتها التاريخية لإنصاف هذا الشعب. وأضاف بأن هذه المبادرة بقدر ما هي رسالة قوية تجسد التزام المجتمع الدولي بإيجاد حل لهذه المشكلة التي طال أمدها فهي في الوقت ذاته مؤشر على تنامي مظاهر الدعم والمساندة لقضية الشعب الفلسطيني العادلة. من جهته، استعرض السفير الفلسطيني حسين عبد الخالق مختلف المراحل التي مر بها الصراع العربي-الإسرائيلي الذي ازداد حدة مع التصعيد الذي تمارسه قوات الاحتلال على أكثر من صعيد خاصة إصرارها على مواصلة سياسة تهويد القدس الشريف و بناء المستوطنات و عزل قطاع غزة المحاصر. كما أكد عبد الخالق بأن تكريس السلام في المنطقة لن يكون ممكنا في ظل القمع الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته. و خلص إلى التذكير بأن فلسطين كانت و ستبقى قضية كل عربي، مشيدا بموقف الجزائر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية و دعمها المطلق لها في كل الظروف والأوقات. للتذكير أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني سنة 1977 الذي يصادف ذكرى اعتماد القرار رقم 181 ليوم 29 نوفمبر 1947 المتعلق بتقسيم فلسطين.