دول افريقية تدرس بالجزائر خيار تشكيل قوة افريقية لوقف التدخلات الأجنبية شدد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، على ضرورة رفع مستوى التدخل الإفريقي في مجلس الأمن الدولي بخصوص القرارات التي يتخذها المجلس بشان النزاعات في إفريقيا، وقالت وزيرة خارجية رواندا، لويز موكيشابو، أن 3 دول كبرى عضوة في مجلس الأمن تتحكم في القرارات التي يصدرها المجلس حول النزاعات في إفريقيا، وطالب مفوض السلم والأمن الإفريقي، إسماعيل شوقي، بضرورة مراجعة آلية عمل مجلس الأمن الدولي وتمكين إفريقيا من الحصول على مقعدين دائمين مع كامل الصلاحيات. دعا وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، الدول الإفريقية للعمل على مضاعفة قدراتها للتأثير على القرارات التي تناقش في مجلس الأمن الدولي والتي تهم دول القارة، وقال لعمامرة، لدى افتتاحه أشغال الاجتماع رفيع المستوى حول السلم و الأمن بإفريقيا، بان الدول الإفريقية مطالبة برفع قدرة تدخلها في مجلس الأمن حول كل القضايا التي تهم إفريقيا وأشار لعمامرة، بان الجزائر ستسعى من خلال المشاورات التي تجريها مع الدول الإفريقية، لتحريك المساعي للمساهمة في مرافقة و تحضير الدول الأعضاء الجدد غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي في مهمتهم الجديدة كممثلين للقارة الإفريقية و مدافعين عن مصالحها داخل هذا الجهاز. وأضاف وزير الخارجية، بان الكثير من النزاعات التي تعرفها القارة مطروحة حاليا للنقاش على مستوى مجلس الأمن الدولي، وهو ما يستدعي توحيد الصوت الإفريقي لمواجهة هذه التحديات، مشيرا بان ثلثي البعثات الإفريقية لحفظ الأمن متواجدة بالقارة، مسجلا أن ما لا يقل عن 60 ألف جندي من مختلف وحدات «القبعات الزرق» التابعة للأمم المتحدة منتشرة حاليا في إفريقيا. من جهتها ذكرت وزيرة خارجية رواندا، لويز موكيشابو، أن 70 بالمائة من القضايا المطروحة للنقاش في مجلس الأمن الدولي، تتعلق بإفريقيا، وقالت بان هذه الإحصائيات تشكل مصدر قلق لقادة القارة، وانتقدت وزيرة خارجية رواندا، تغييب صوت الدول الإفريقية في مجلس الأمن، وقالت بان إفريقيا تمثل 20 بالمائة من مجلس الأمن، ورغم ذلك فهي لا تحوز على حق النقض، وأكدت في السياق ذاته، على ضرورة توحيد الموقف الإفريقي للدفاع عن مصالح دول القارة، وحماية مصالحها بشكل جماعي، وتحدثت عن ضغوطات تمارسها الدول الكبرى لتشتيت الصف الإفريقي داخل الأممالمتحدة. واعتبرت السيدة لويز موكيشابو، انه حان الوقت «لتنسيق المواقف الإفريقية في الأممالمتحدة»، لمواجهة التحديات المفروضة على دول القارة وسياسة تغييب صوتها امميا، وقالت بان 3 دول كبرى داخل مجلس الأمن تقتسم وتصدر القرارات التي تهم دول القارة، بينما لا يسمع أي صوت لدول القارة في معالجة هذه القضايا رغم أنها هي المعنية بالدرجة الأولى بهذه القرارات. من جهته، أكد موسى فكي محمد وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتعاون الدولي بجمهورية تشاد، بان بلاده قامت بتجنيد وحدة قوامها ألف جندي لوضعها تحت تصرف الاتحاد الإفريقي، وقال وزير خارجية تشاد، بان الوحدة العسكرية «جاهزة وتحت تصرف الاتحاد الإفريقي للتدخل في أي منطقة من مناطق النزاع في القارة»، مشيرا بان القارة عانت ويلات التدخلات الأجنبية وحان الوقت لتجهيز قوة افريقية للتدخل. بدوره أكد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي، على ضرورة تعزيز القدرات الإفريقية لمواجهة النزاعات، وطالب بمنح القارة في إطار إصلاح هيئة الأممالمتحدة، مقعدين دائمي العضوية وبكافة الصلاحيات، إضافة إلى ثلاث مقاعد أخرى غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، وقال بان القرار سيكون بمثابة إحقاق حق إفريقيا و سيعكف هذا الملتقى، الذي ينعقد غداة الندوة حول السلم و الأمن في إفريقيا التي احتضنتها باريس، على تحضير الأعضاء الأفارقة الجدد غير الدائمين في مجلس الأمن (نيجيريا و التشاد) لمعالجة المسائل المتعلقة بالأمن و السلم في القارة السمراء من خلال «إحداث تفاعل أكثر انسجاما» بين مجلس الأمن الأممي و نظيره بالاتحاد الإفريقي من خلال هؤلاء الأعضاء. و سيسمح هذا الملتقى—المنظم بالتعاون مع معهد الأممالمتحدة للتكوين و البحث— ب»ضمان الاستمرارية» بين مكونات المجموعة الإفريقية داخل مبنى نيويورك من خلال نقل الخبرات التي اكتسبها الأعضاء الأفارقة الناشطين في هذا الجهاز إلى نظرائهم الجدد و هو ما من شأنه خلق «انسجام» بينهم سواء داخل الجلسات العامة أو الورشات «للخروج بنظرة موحدة» تجاه القضايا التي تهم إفريقيا. كما سيكون بإمكان الممثلين الجدد لإفريقيا خلال ملتقى الجزائر الذي ستدوم أشغاله ثلاثة أيام الاطلاع على أهم التحديات الحالية و المستقبلية التي ترفعها القارة في مجال السلم و الأمن فضلا عن التهديدات التي تحدق بالقارة حيث سيضطلع هؤلاء بإسماع صوت إفريقيا للعالم من خلال منبر الأممالمتحدة.