ترحيل المستفيدين من 974 مسكنا ببوخضرة قبل نهاية السنة الجارية حددت مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري لولاية عنابة الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الجاري كموعد لتجسيد برنامج ترحيل 974 عائلة إلى سكنات إجتماعية جديدة بضاحية بوخضرة 3 و كذا منطقة بوزعرورة ببلدية البوني، و ذلك بعد الإنتهاء من أشغال الإنجاز التي كانت قد عرفت تأخرا مقارنة بالمدة التي كانت محددة في دفتر الشروط، الأمر الذي تسبب في قيام العائلات المستفيدة بالعديد من الحركات الإحتجاجية للمطالبة بالترحيل، لكن السلطات المحلية قررت إحترام الآجال التي كانت قد ضبطت في آخر جلسة مع ممثلين عن المستفيدين، و بالتالي تجسيد عملية الترحيل على دفعات. هذا القرار من شأنه أن يضع حدا للإحتجاجات التي شهدتها دائرة البوني في غضون الأسبوع الماضي، لأن التأخر الذي عرفته الإجراءات المتعلقة بالحصة السكنية الموجهة لمنطقتي بوخضرة 3 و بوزعرورة كان من بين الملفات التي ظلت مطروحة بحدة على طاولة مسؤولي " أوبيجيي " عنابة ، لأن المستفيدين طالما طالبوا بضرورة الحصول على المفاتيح، في الوقت الذي كانت فيه مصالح الدائرة قد ضبطت القائمة الرسمية للمستفيدين بعد دراسة الطعون المقدمة، لكن الملف بقي عالقا على مستوى ديوان الترقية و التسيير العقاري بالولاية بسبب مشكل الأشغال التي لم تنته في آجالها المحددة، قبل أن يتقرر توجيه إستدعاءات للمستفيدين من أجل تسديد مستحقات الإستفادة من السكن الإجتماعي الإيجاري، و مع ذلك فإن مطلب الترحيل كان في صدارة إنشغالات العائلات التي تقطن سكنات قصديرية و هشة لسنوات طويلة بحي بوخضرة، سيما و أن الجهات المعنية كانت في شهر سبتمبر الماضي قد وعدت بتوزيع السكنات على المستفيدين منها في أواخر شهر ديسمبر، مما تسبب في حركات إحتجاجية مع إقتراب التاريخ الذي كانت السلطات الولائية قد ضبطته كموعد للترحيل. و كان المستفيدون من هذه الحصة قد تحفظوا منذ البداية على الإجراءات التي تم إتباعها، خاصة و أن مصالح الدائرة كانت قد قامت بتوزيع حصة أولية تضم 216 وحدة سكنية على طالبي السكن بحي بوخضرة، في حين كان الآلاف من طالبي السكن بالبوني قد طالبوا بإعادة النظر في قائمة المستفيدين من حصة 974 مسكنا، كما أن التأخر المسجل زاد من مخاوف مئات المستفيدين من إمكانية إعادة النظر في القائمة، سيما و أن القائمة الإجمالية المفرج عنها في جانفي 2012 تضمنت 1195 إستفادة، وجهت حصة الأسد منها لتجسيد برنامج القضاء على السكن الهش و القصديري بضاحيتي بوخضرة و بوزعرورة، وفقا لعملية الإحصاء التي تمت قبل سنة 2008، و لو أن منطقة بوخضرة 3 أصبحت ورشة مفتوحة لإنجاز العديد من المشاريع السكنية في إطار برنامج التوسع العمراني، بدليل أن الأوعية العقارية المحاذية للقطب الجامعي الجديد بالبوني تم إستغلالها لإنجاز قرابة 12 ألف وحدة سكنية جديدة، وزعت على قاطني السكنات الهشة و القصديرية بعاصمة الولاية و كذا بعض الأحياء ببلدية البوني، رغم أن طالبي السكن بمنطقة بوخضرة طالما إعتبروا أنفسهم الأحق بالإستفادة من المشاريع السكنية التي تنجز على مستوى حيهم. للإشارة فإن هذه الحصة هي الثالثة من نوعها التي يتم توزيعها على مستوى دائرة البوني في النصف الثاني من السنة الحالية في إطار برنامج القضاء على السكن الهش و القصديري، بعدما كانت الحصة الأولى قد وجهت لطالبي السكن بضاحية "لاصاص " بحي سيدي سالم، بينما كانت الحصة الثانية من نصيب قاطني السكنات القصديرية بمنطقتي بوسدرة و بوزعرورة، لكن ضاحية بوخضرة تبقى المنطقة التي تشهد إنتشارا كبيرا للسكنات القصديرية، مما جعلها تنال حصة الأسد من البرنامج الذي سطرته مصالح الدائرة، سيما و أنها قررت الهدم المباشر لأي مسكن تستفيد العائلة التي كانت تقطنه من عملية إعادة الإسكان، و هذا في محاولة لردع ظاهرة التلاعب ببيع السكنات القصديرية، و إستغلالها لإعداد طلبات جديدة للترحيل في إطار برنامج القضاء على السكن الهش.