تبسة تحتضن احتفالات "يناير" للسنة الأمازيغية الجديدة 2964 أكد مدير الترقية الثقافية بالمحافظة السامية للأمازيغية اختيار ولاية تبسة لاحتضان التظاهرة الوطنية المتعلقة باحتفالات رأس السنة الأمازيغية لهذه السنة،وأشار عصاد سي الهاشمي في ندوة صحفية عقدها نهاية الأسبوع بمقر ولاية تبسة أن احتفالات "يناير" للسنة الأمازيغية الجديدة 2964 سوف تحتضنها هذه الولاية في الفترة الممتدة بين 11 و14جانفي 2014. وكشف المتحدث أنه تم ضبط كل الترتيبات لإنجاح هذا الحدث الذي يقام لأول مرة بالولاية رقم 12،ويتضمن البرنامج المسطر الذي سيتم تنفيذه على مدار 4 أيام كاملة عدة أطباق ثقافية وفنية ورياضية وفكرية الغاية منها إبراز العادات والتقاليد المرتبطة باحتفالية "يناير" وتعريف الجيل الجديد بالثقافة واللغة الأمازيغيتين،مشيرا إلى أنه ستحضر لهذه الاحتفالية عدة وفود ووجوه فنية محترفة من عدة ولايات للمشاركة في هذه التظاهرة التي تنظمها المحافظة السامية للأمازيغية منذ 17 عاما متواصلة،كما سيتم تقديم عدة عروض وأفلام أمازيغية للتعريف بالبعد الأمازيغي وهذه اللغة. ويتضمن البرنامج كذلك أجنحة للطبخ المحلي والوطني المرتبط" بيناير"،إذ يعد هذا الجناح حجر الزاوية في هذه الاحتفالية التي تتكرر مرة واحدة في كل عام،وأشار منشط الندوة إلى أن تدريس الأمازيغية قد انطلق عام 1995 في 15 ولاية جزائرية بعد إضراب أكثر من مليون طالب،وقد بلغ عدد المتمدرسين في هذه اللغة 250 ألف تلميذ يؤطرهم 1614 أستاذا عبر 11 ولاية حاليا. تجدر الإشارة إلى أن الأمازيغ ظلوا على مدار التاريخ يحتفلون بحلول السنة الأمازيغية الجديدة ويحيون هذه المناسبة بالكثير من الطقوس والعادات التي لازال البعض منها صامدا في وجه النسيان،إذ لا زالت الكثير من العائلات بالجزائر مرتبطة بهذا الحدث الهام غير مكترثة لرياح التغيير والتمدن والتحضر التي هبت على المجتمع الأمازيغي،ولم تكن الاحتفالات بالنسبة إليهم مجرد يوم عابر للإمتاع والمؤانسة فقط،بل يعتبر بالنسبة إليهم حدثا هاما ومفصليا في حياة المحتفلين به الذين يحاولون من خلال الاحتفال به طي صفحة الأمس والماضي وفتح صفحة جديدة يتصالحون فيها مع الغد وأيام السنة الجديدة،وإذا كان البعض يرجع هذه الاحتفالات إلى انتصار الأمازيغي "شنشاق" على فراعنة مصر عام 950 قبل الميلاد بعدما حاول الفراعنة الزحف على الشمال الإفريقي الغربي واحتلاله،إلا أن البعض الآخر لا يقر بهذا الرأي ورأى أنه مخالف للحقيقة على اعتبار أن وصوله للكرسي الفرعوني قد تم سلميا بعد استغلاله للاضطرابات الواقعة آنذاك بشرق شمال القارة،ويربط أصحاب هذه الوجهة مبررات الاحتفالات بأسباب أخرى لها ارتباط وثيق بشغف الأمازيغ بالفلاحة والزراعة وتربية الماشية وغيرها من المهن التي عشقها الأمازيغي وجعلها عنوانا له.ومهما تنوعت وتعددت الأسباب فإن التقويم الأمازيغي حسب المتابعين لا يرتبط بأي حدث ديني أو عقائدي بخلاف التقويم الميلادي والهجري،كما أن تشابه الاحتفالات وتقاربها يؤكد أن الأمازيغ قد أولوا اهتماما فائقا لهذه الاحتفالات التي تأتي شتاء لتدعم عشقهم للفلاحة والزراعة وشغفهم بالأرض والنبات وحرصها على الأمن الغذائي. ويكتسي طابع الاحتفال عدة مظاهر تبدأ بعزف العائلات على وتر النظافة وتطهير محيط المنازل لاستقبال العام الجديد بجدران مدهونة وألوان ناصعة تترجم حب الإنسان لمحيطه ووسطه المعيش،كما تدخل العائلات في سباق ضد الزمن من أجل تحضير الوجبات المعدة خصيصا للتظاهرة،وتتنوع تلك الأطعمة من مكان لآخر إلا أنها تتشابه في كونها تقليدية ومركبة من مواد فلاحية منتجة محليا،ومن بين تلك الأطباق الكسكسي البربوشة والمسفوف والشخشوخة والثريدة والرفيس ،،،غير أن نقاط الاختلاف تتباين في طريق الاحتفال فهناك من العائلات من يحرص على استقبال العام الجديد ببطن خاوية على أمل ملئها في أيام السنة الجديدة وذلك ببعض المناطق،في حين تحاول عائلات أخرى أكل ما لذ وطاب وتبادل الأكلات والأطباق على أمل أن تكون السنة الجديدة فال خير وبركة عليهم. كما تتباين مظاهر الاحتفال من منطقة إلى أخرى بداية بالأوراس فالقبائل وبني ميزاب وغيرهم،وتتوزع الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية من ليلة 11 جانفي إلى غاية ال 14 جانفي من كل سنة.