بدأ اتحاد العاصمة الموسم بهزيمة مخيبة للآمال، ولحسن حظه أنها جاءت على يد وفاق سطيف نائب بطل الموسم الماضي، وحامل الكأس، وعليه فإن قيمة المنافس خففت وقع الصدمة على أنصار الاتحاد بالرغم من أنهم كانوا ينتظرون أن يحرزوا فوزا كما جرت العادة في السنوات الأخيرة. ولكن هذه المرّة الوفاق استغل فرصة تقدّمه في التحضيرات وعرف كيف يوقع أبناء “سوسطارة“ في الفخ، والنتيجة هي ضياع ثلاث نقاط غالية في أولى جولات الموسم الجديد الذي دخلت فيه كل النوادي عالم الاحتراف. والغريب في الأمر أنه ليس المنافس من كان قويا وصنع الفارق، بل لاعبو الاتحاد هم من منحوا المنافس فرصا على طبق لكي يسجّل أهدافا. الأنصار يحمّلون الدفاعوالحارس مسؤولية الخسارة وحمّل الأنصار الخط الخلفي والحارس عبدوني مسؤولية الهزيمة، فالأخطاء التي وقع فيها الخط الخلفي كان لها تأثير كبير على الفريق ككل، لأن الخطأ الذي وقع فيه عبدوني كان قاتلا للجميع، لأن الفريق كان يتجه إلى إنهاء الشوط الأول متقدّما لكن الهدف الذي تصدّق به ل حماني جعل المعنويات تنزل إلى الحضيض، ويدخلون غرف الملابس متأثرين كثيرا. وبعدها بلحظات فقط تمكن الوفاق من تسجيل هدف ثان يتحمّل مسؤوليته الدفاع ومعه الوسط الدفاعي والحارس كذلك، وهو الهدف الذي جاء أيضا في وقت حساس لأنه بلحظات فقط من بداية المرحلة الثانية، وكان له تأثير كبير في التشكيلة أكثر من الهدف الأول. حتى الهجوم ضيّع الكثير ويتحمّل المسؤولية وإذا كانت أخطاء الدفاع والحارس واضحة، فإن أخطاء الخط الأمامي ومعه خط الوسط الذي كان وراء إهدار العديد من الفرص خاصة لقطتي أوزناجي وعشيو اللتين تعتبران من منعرجات المباراة، فلو سُجلت إحداها لكان التقدّم بهدفين، قد حطم معنويات لاعبي المنافس، لكن إهدارها كان السبب في شحن بطاريات حاج عيسى ورفاقه الذين تمكنوا من تسجيل هدفين مكناهم من الوصول إلى النقاط الثلاث الغالية في أولى جولات الموسم الجديد. بداية قوية على طريقة الكبار وكانت بداية الاتحاد مدهشة، فلا أحد كان ينتظر تلك البداية القوية التي ساهمت في تسجيل الهدف الأول في الدقائق الخمس الأولى من المباراة، وهو ما جعل الجميع يظنّ أن نقاط المباراة ستبقى في بولوغين، لكن تلك البداية كانت بمثابة الصفعة التي أيقظت الوفاق من سباته، وكانت الخبرة هي التي صنعت الفارق في نهاية المطاف، لأنه يملك لاعبين أصحاب مستوى لا بأس به وأصحاب نفس طويل مكنهم من العودة. من الصعب العودة أمام الوفاق المتقدّم في المنافسة وبالمقابل، صنعت نقص الخبرة الفارق في الاتحاد حيث أنهم وبعد تلقيهم الهدف الثاني اختلطت عليهم الأمور، ومن الطبيعي أن يدخل الشك نفوس اللاعبين الشبان والنتيجة هي عدم القدرة على الوصول للشباك، ومن ثم تلقي أول هزيمة للفريق على أرضه منذ الجولة السابعة من مرحلة العودة أمام مولودية الجزائر، وهي أول هزيمة في بولوغين منذ الجولة الثانية من الموسم الماضي أمام وداد تلمسان والنتيجة ذاتها. ------------------------- الشبان لم يخيّبوا وعى رأسهم مكلوش تمكّن شبان اتحاد العاصمة من إظهار مستوى لا بأس به رغم الهزيمة، حيث دخل كل من مكلوش وسعديون في البداية وأظهرا مستوى مقبولا إن لم نقل جيدا في نصف الساعة الأول من المباراة، حيث لعب سعديون دورا كبيرا في الاسترجاع وكان ظلا للاعب الموهوب حاج عيسى الذي لم يتمكن من التحرك طيلة المرحلة الأولى وعجز عن تشكيل خطر على مرمى عبدوني، أما مكلوش فتمكن من البروز منذ البداية على الجهة اليمنى ولعل أبرز شيء قام به هي كرة الهدف التي مررها لزميله دحام، والنتيجة هي البرهنة من أول مشاركة هذا الموسم أن الشبان سيقولون كلمتهم هذا الموسم ولم تكن لقطة الهدف الوحيدة للاعب مكلوش بل كانت هناك لقطات أخرى كان لها تأثير. سايح وبن علجية قاما بمحاولات تستحق الذكر من جانبهما، كان للبديلين سايح وبن علجية دور في إنعاش الهجوم لكن محاولاتهما باءت بالفشل ليس بسبب ضعف مستواهما بل للوضعية التي كان عليها الفريق في تلك الفترة حيث كانت الأمور شبه محسومة، أضف إلى ذلك أنه من الصعب على الشبان أن يتكفلوا بإعادة الفريق إلى الواجهة لأن الضغط في ملعب بولوغين كان شديدا، لكن رغم ذلك تمكنا من القيام ببعض المحاولات التي تستحق الذكر وهدّدا بها مرمى شاوشي. سعدي لعب بتشكيلة الموسم الماضي لعب اتحاد العاصمة بتشكيلة هي خالية من أي لاعب جديد، وهذا دليل آخر على أن الفريق لم يعرف تغييرات كثيرة مقارنة بالموسم المنصرم، فاللاعبون الذين نشطوا المباراة في بدايتها كلهم من الذين شاركوا في مباريات الموسم الماضي وخاصة المباريات الأخيرة، وهو ما يؤكد أن المدرب سعدي أراد أن يواصل المسيرة بالعناصر التي حققت نتائج طيبة في نهاية الموسم الماضي وتمكنت من احتلال المركز الرابع. زيان شريف كان الأقرب للعب اللاعب الوحيد الذي كان مرشحا للعب أساسيا من بين الجدد هو المدافع السابق لجمعية الشلف إلياس زيان شريف الذي كان مرشحا للعب إلى جانب زميله السابق شكلام، إلا أن الطاقم الفني بقيادة سعدي فضل إشراك المدافع العائد نصر الدين خوالد. نقص الانسجام لم يكن مطروحا ولم يكن نقص الانسجام مطروحا فوق الميدان فمنذ البداية بدا أن اللاعبين متفاهمون ولم يظهر أي خلل بينهم والدليل هو تسجيل هدف بعد مرور خمس دقائق فقط، وبشهادة الجميع فإن الفريق أدى مباراة في المستوى خاصة في الشوط الأول والدليل هو العدد الكبير من الفرص ولولا التسرع من جهة وبراعة الحارس شاوشي من جهة أخرى لكانت النتيجة مغايرة. هريات الوجه الوحيد من الجدد وإذا كانت التشكيلة الأساسية خالية من أي لاعب من الملتحقين هذا الموسم فإن قائمة البدلاء ضمت ثلاثة لاعبين جدد هم الحارس منصوري، المدافع زيان شريف ووسط الميدان هريات، وكان هذا الأخير الوحيد الذي نال شرف الدخول حيث عوّض سعيدون الذي تعرض إلى إصابة. ------------------------ إصابة سعيدون كانت المنعرج وكسرت الاتحاد لا يختلف اثنان على أنّ اللاعب محمد أمين سعيدون كان أحد أحسن العناصر إن لم نقل أحسنها في نصف الساعة الأول من المباراة وكان له دور كبير في إيقاف هجمات حاج عيسى ورفاقه، إلا أن هذا اللاعب لم يكن محظوظا حيث تعرض إلى إصابة في الكتف حرمته من مواصلة اللعب بالمستوى نفسه حيث عانى لبعض الوقت مما سمح للوفاق بصنع فرص كاد من خلالها أن يسجل أهدافا، والأكثر من كل هذا أن الهجمات العاصمية لم تعد تُبنى بالشكل اللائق. سعدي رفض تغييره وغامر وغامر المدرب سعدي بالإبقاء على سعيدون رغم الإصابة حيث واصل اللعب إلى غاية نهاية الشوط الأول وبعدها دخل من جديد في بداية الشوط الثاني في وقت كان الجميع ينتظر أن يستبدله المدرب، إلا أن ذلك لم يحدث حيث راح الفريق يعاني من جديد والنتيجة هي تلقي هدف ثان، وبعد ذلك بدأ المدرب يبحث عن الحلول التي يمكنه من خلالها العودة في النتيجة إلا أن ذلك لم يحدث وكان قد فات الأوان. دخول هريات كان متأخرا وكان دخول هريات متأخرا فالبعض رأى أنه لو دخل بين شوطي المباراة عندما كان الفريقان متعادلين لاستطاع تقديم مردود أحسن، ومن هذا المنطلق اعتبر البعض أن التغيير المتأخر كان من بين الأسباب التي أثرت على أداء الفريق حيث استحوذ المنافس على جميع الكرات في الوسط وكان يبني من خلالها هجماته التي أثمرت بهدف وبلقطات أخرى كادت أن تضاعف النتيجة. هريات أدى ما عليه ولكن ... ورغم أن الاتحاد عجز عن الوصول إلى الشباك بعد تقدّم الوفاق إلا أن اللاعب هريات أدى ما عليه في تلك الفترة ولم يضيع كرات كثيرة، بل العكس هو الذي حدث حيث تمكن اللاعب من استرجاع عدد كبير من الكرات وساهم في بناء بعض الهجمات لكن لسوء حظه أنه لم يستمتع بهذا الدخول لأنه لم يتمكن من تحقيق ما دخل من أجله وهو العودة في النتيجة. سعدي: “ما حزّ في نفسي هو خيبة أمل الأنصار” أكد المدرب سعدي أن ما حزّ في نفسه هو الخروج المخيب للأنصار جراء هذه الهزيمة، حيث قال: “ربما نعتبر الهزيمة أمرا عاديا لأنها تدخل في إطار اللعبة، لكن المؤسف هو الخروج المخيّب للأنصار الذين لم يفرحوا في أول لقاء، لما رأيت تلك الأعداد الهائلة من الأنصار في المدرجات تمنيت أن نسعدهم بفوز، لكن لسوء حظنا أننا خيّبنا ظنهم وخرجوا غاضبين، هذه الهزيمة ليست نهاية العالم بل علينا أن نفكر في المستقبل لأنه لم تمر سوى جولة واحدة”. ------------------- خوالد في الفريق الوطني المحلي وجّه المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة الدعوة للمدافع نصر الدين خوالد للمشاركة في تربص المنتخب الوطني للمحليين الذي سينضم بداية من الأسبوع القادم ولفترة أسبوع بفندق “الماركير“ بالعاصمة. اللاعب خوالد العائد من إصابة حرمته من بعض الحصص في التربص أدى مباراة جيدة أول أمس أمام الوفاق وكأنه لم يكن مصابا، وبحضور المدرب بن شيخة فإن خوالد استطاع أن يلفت النظر ونال إعجاب مدرب “الخضر“ وها هو يحافظ على مكانته في منتخب المحليين ويعمل ليكون حاضرا في نهائيات كأس إفريقيا للمحليين المزمع إجراؤها مطلع العام القادم في السودان. للإشارة فإن خوالد هو اللاعب الوحيد من اتحاد العاصمة الذي وجهت له الدعوة. خوالد: “هذه الدعوة تحفزني للعمل أكثر” وقال اللاعب خوالد عن هذه الدعوة: “من الطبيعي أن يفرح اللاعب بدعوته إلى المنتخب الوطني، كنت على علم بوجود بن شيخة في الملعب في مباراتنا أمام الوفاق لذلك عملت كل ما في وسعي لأُظهر كل ما عندي، هذه الدعوة هي تكملة للمشوار الذي أقدمه مع الخضر منذ 2005 حيث بدأت اللعب مع الفريق الوطني للآمال، وهذه الدعوة تحفزني وتجعلني أواصل العمل لأكون متواجدا في النهائيات”. ------------------------ راحة أمس والعودة إلى التدريبات اليوم منح المدرب سعدي لاعبيه راحة أمس فقط، فبعد أكثر من أسبوع من العمل انتهى بمباراة قوية كان اللاعبون يأملون في الحصول على راحة لمدة يومين، لكن الهزيمة أمام الوفاق جعلت سعدي يمنحهم راحة ليوم واحد على أن تكون العودة إلى التدريبات أمسية اليوم بحصة عادية. تصريحات عبدوني صنعت الحدث صنعت تصريحات الحارس عبدوني عقب اللقاء أمام الوفاق عندما أكد لنا أنه يتحمّل مسؤولية الهزيمة، الحدث لدى الكثير من المتتبعين وخاصة أنصار ومسيري اتحاد العاصمة، حيث لم يكن أحد ينتظر هذه الجرأة من الحارس الدولي السابق إلى حد الاعتراف بمسؤوليته في الهزيمة. أراحت بعض اللاعبين من الناحية النفسية وإذا كانت هذه التصريحات قد جعلت الأنصار ينوّهون بما قام به عبدوني، فإن اللاعبين أيضا أعجبوا بها لأنها ترفع عنهم المسؤولية ولو قليلا، حيث أكد لنا عدد من اللاعبين أن شجاعة عبدوني أراحتهم من الناحية النفسية وستمكّنهم من العودة إلى التدريبات بمعنويات مرتفعة. ----------------------- دحام:“ليس من حقنا أن نخيّب أنصارنا الذين عادوا بقوة” هل من تعليق على الهزيمة أمام الوفاق؟ الهزيمة قاسية، لأننا لعبنا جيّدا في بداية المباراة وتمكنا من التسجيل في وقت جيد، وهو ما جعلنا نواصل اللعب بشكل أفضل وبراحة نفسية جيدة، لكن لسوء حظنا أننا ضيّعنا الكثير من الفرص السانحة للتسجيل ولمضاعفة النتيجة، وهو الأمر الذي أعطى ثقة للمنافس وجعله في وضعية جيدة لتهديد مرمانا أكثر من مرة، وجاء الهدف في وقت قاتل جعلنا نذهب إلى غرف حفظ الملابس بمعنويات منحطة. ماذا حدث في بداية الشوط الثاني؟ أتيحت لنا فرصة سانحة للتسجيل في اللحظات الأولى من المرحلة الثانية، وبعدها مباشرة تمكن المنافس من إضافة هدف ثانٍ زاد الأمور تعقيدا علينا وجعلنا لا نصل إلى المستوى الذي يمكننا من هزّ شباك المنافس، الذي عرف كيف يعود إلى الخلف ويغلق كلّ المنافذ ونجح في ذلك. تأثير الهدف الثاني كان أكثر من الأول، لأننا لم نكن قد استفقنا من الهدف الأول حتى أضافوا هدفا ثانيا، في وقت كنا من نبحث عن الهدف الثاني. كنت وراء الهدف الوحيد، فما هو شعورك؟ من المؤسف ألا تكتمل فرحتي بهذا الفوز، كنت أتمنى أن أسجّل أهدافا أخرى لكنني وجدت صعوبة بعد ذلك. فرحتي كانت كبيرة بذلك الهدف لفترة لم تتعدّ شوطا، وتأسفت لعدم تحقيقنا الفوز. ما مدى تأثير هذه الهزيمة فيكم؟ بالنسبة لنا نحن اللاعبين القدامى لا أظن أننا سنتأثر كثيرا، من الطبيعي أن يكون هناك تأثير في جميع اللاعبين كون المباراة هي الأولى في الموسم وعلى أرضنا وأمام جمهورنا، لكن علينا أن نفهم أننا انهزمنا أمام الوفاق وليس أمام فريق صغير، هم متقدّمون علينا في التحضيرات وفي عدد المباريات الرسمية، لذا من الطبيعي أن يكونوا أحسن منا. علينا أن نرفع معنويات اللاعبين الشبّان حتى يتمكنوا من العودة بقوة في المباريات المقبلة. لكن المُحزن تضييع الفوز في أول بطولة احترافية؟ بالتأكيد كنا أقرب إلى تحقيق الفوز لأننا بدأنا جيدا، ولكننا منحنا الفرص للمنافس الذي عرف كيف يخطف الفوز منا. علينا نسيان هذا اللقاء والتفكير في المباريات المقبلة التي ستجعلنا ننسي أنصارنا هذا التعثر المخيّب لهم ولنا جميعا. كنا نريد تحقيق فوز في أول جولة، لكن لسوء حظنا أننا سجلنا هزيمة في أول جولة، وهو شيء مُخيّب. المباراة المقبلة ستكون على أرضكم مرّة ثانية، فكيف تراها؟ المباراة على أرضنا فرصة لمصالحة جماهيرنا وتحقيق أول فوز لنا، ليس لنا خيار غير الفوز في هذا اللقاء الذي يعتبر صعبا للغاية لأننا قادمون من هزيمة، والمنافس مولودية سعيدة فاز بأول جولة، وما علينا سوى مراجعة حساباتنا من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب الذي يسمح لنا بتحقيق أولى النقاط الثلاث ونعود من بعيد.