قدم المنتخب الوطني عرضا هزيلا في المباراة التي لعبها أمس بمدينة بانغي ضد نظيره من إفريقيا الوسطى لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا وكلفته هزيمة نكراء لم نكن نتوقعها بالنظر إلى التفاؤل الذي ساد صفوف لاعبينا قبل تنقلهم إلى هذا البلد. كنا نعتقد أن التشكيلة الوطنية كانت مهيأة لاسترجاع عافيتها من خلال هذا اللقاء وأن عهدا جديدا إيجابيا سيحدث بقدوم المدرب عبد الحق بن شيخة، لكن حدث العكس وعاد فريقنا من هذه السفرية خاوي اليدين وربما يكون قد أهدر كل حظوظه في الإحتفاظ بأمل التأهل إلى نهائيات هذه المنافسة. كان فريقنا خلال هذا اللقاء في حاجة إلى قليل من الواقعية لتسجيل نتيجة مرضية، لكنه ارتكب أخطاء جسيمة سيما في الناحية التكتيكية ما جعله يترك المبادرة في الهجوم إلى الفريق الخصم، وبدا لنا واضحا أن زملاء بوقرة افتقدوا إلى التنظيم على كل المستويات وبدوا غير جاهزين لهذه المواجهة. فما عدا العشرين دقيقة الأولى التي تحرك فيها هجومنا بكيفية جيدة، لم نشاهد في باقي فترات المباراة استراتيجية مركزة نحو الهجوم وفشل الخضر في تسيير الشوط الثاني إلى درجة أنهم فقدوا مع مرور الوقت السيطرة على وسط الميدان بعدما نال التعب من قدرات حسان يبدة ومهدي لحسن الذي كان ظلا لنفسه، حيث لم يفلح في كل الصراعات الفردية وكاد أن يتسبب في تسجيل هدفين على مرماه كما كان الحال بالنسبة أيضا لظهيري الدفاع عنتر يحيى ونذير بلحاج اللذين لم يفلحا في ضمان تغطية كاملة لمنطقتهما، وظهر الفريق الجزائري فاقدا للتركيز الذي كان يتميز به في عهد المدرب السابق للخضر رابح سعدان، ولولا التدخلات الموفقة للحارس امبولحي لحسم منتخب أفريقيا الوسطى الموقف لصالحه في المرحلة الأولى من اللعب. كما أن للمدرب عبد الحق بن شيخة مسؤولية كبيرة في وقوع هذا الانهزام بسبب تأخره في القيام بالتغييرات في الوقت المناسب والتي لم تجد نفعا حيث لم يكن لدخول كل من حاج عيسى ولموشية أي أثر إيجابي على مردود الفريق بدليل أن هدفي الخصم تحققا بعد تلك التغييرات التي أحدثها المدرب الوطني. كل هذه الأخطاء ساعدت المحليين على استعادة ثقتهم بالنفس وقادوا حملات هجومية سريعة تجاوزت خطنا الخلفي الذي ترك عدة ثغرات في منطقته وسهل التصويب نحو شباك امبولحي في العشر دقائق الأخيرة من المباراة. ومما لا شك فيه أن هذا الانهزام صعب الهضم كونه وقع أمام فريق متواضع أقل منا سمعة ومستوى ويستدعي الأمر إعادة النظر في كثير من الأمور الخاصة بتسيير الفريق الوطني.