شيع عصر أمس جثمان الاعلامي و الاديب عمر بوشموخة، بمسقط رأسه بدائرة الميلية في ولاية جيجل، وكان الفقيد قد تعرض إلى أزمة قلبية صبيحة أمس لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة بمنزله الكائن بحي عطوي ببلدية الحجار في ولاية عنابة عن عمر ناهز 59سنة، نجمت عن مضاعفات عملية جراحية على مستوى القلب أجراها منذ حوالي شهرين و خرج على إثرها معافى. قبل أن تتدهور حالته بصورة مفاجئة. عمر بوشموخة المتحصل على شهادة ليسانس في الحقوق، اشتغل محاميا بعد تقاعده منذ سنتين من العمل باذاعة عنابة الجهوية، والذي التحق بها سنة 1996 وفي ذات الإذاعة عرف باعداد وتقديم حصة "كاتب وكتاب" و "من ذاكرة الموسيقى العربية" كما اشتغل في عدت صحف ومجلات من بينها جريدة النهار التي كانت تصدر عن مؤسسة النصر . الفقيد كرس حياته لخدمة الادب، حيث كانت له عدة مؤلفات، من بينها " الابداع في الفن الادبي" "الصحافة والقانون" "جماليات الموسيقى العربية "، الراحل كان دائم الحضور في الملتقيات الأدبية في الثمانينيات والتسعينيات. وعرف الفقيد بالاضافة إلى مساره الاعلامي والأدبي الحافل بطيبته وهدوئه، وكان كريما يده مدودة لتقديم المساعدة لمن عرفه، شديد الحرص على تقديم أي عمل بكل احترافية ومهنية. وكان قرار العمل في مهنة المحاماة بعد تقاعده حلما قديما تحقق بعد أن عشق مهنة المتاعب وكذا الأدب. آخر ما كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك " قبل ان يلزمه المرض الفراش، ملخصا من كتابه "صحافة وقانون "حول أساس نظرية الحرية في الصحافة، قال بأن هذه النظرية تقوم على أساس أن تكون الصحافة قاعدة كبيرة من الحرية كي تساعد الناس في بحثهم عن الحقيقة، و من أجل بلوغ ذلك ، يجب أن تتاح للفرد حرية الوصول إلى المعلومات و الأفكار، بحيث يكون قادرا على أن يميز فيما تقدمه له الصحافة، بين ما هو حقيقي ، و ما هو زائف باستخدام عقله، فهو قد يجد بعض الصدق مختفيا وراء الكذب ، كما قد يجد بعض الزيف مختفيا وراء الحقيقة، و لكن على المدى الطويل ستظهر الحقيقة من خلال التفاعل الحر بين المعلومات و الأفكار إذا كان الانسان صادقا. رحل عمر بوشموخة تاركا وراءه فراغا كبيرا وهو مدرسة في الاعلام، تتلمذ على يده عشرات الصحفيين، علمهم فنيات التحرير الصحفي، كلف في الأشهر الأخيرة قبيل تقاعده بالاشراف على تحرير النشرات الاخبارية باذاعة عنابة حرصا على تفادي الاخطاء اللغوية في تقديم الاخبار.وقد كان رحيله صادما لزملائه في إذاعة عنابة، وللوسط الأدبي والاعلامي الجزائري، الذي استيقظ امس على فاجعة اختفاء مبدع آخر من المشهد، بعد أن خانه قلبه وهو، بعد، في عز العطاء.