مقتل طفل وعشرات الإصابات الخطيرة في الاحتفالات بالمولد النبوي تسبب الاستعمال المفرط للمفرقعات والألعاب النارية خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في وفاة طفل إلى جانب تسجيل مئات الإصابات المتفاوتة الخطورة فضلا عن نشوب حرائق في العديد من الولايات. وأوضحت مصالح الحماية المدنية في حصيلة مؤقتة تحصلت النصر أمس على نسخة منها أن وحداتها في الولايات سجلت العديد من التدخلات ليلة الاثنين إلى الثلاثاء لتقديم النجدة بسبب وقوع حوادث مرتبطة باستعمال الألعاب النارية خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في كل من الجزائر العاصمة و قسنطينة و باتنة و الأغواط و غليزان ووهران والبليدة و تيبازة وتلمسان وغيرها، مشيرة إلى أن هذه الحوادث نجمت عن استعمال مختلف المواد النارية الخطيرة من مفرقعات وألعاب نارية، وذكرت بأن أخطر هذه الحوادث على الإطلاق أدى إلى وفاة طفل يبلغ من العمر 12 سنة بولاية غليزان إثر سقوطه من شرفة شقة بالمكان المسمى عمارة بن زينب ببلدية زمورة خلال استعماله المواد النارية. وفي الجزائر العاصمة أشار المصدر ذاته إلى تسجيل أربعة جرحى و خمسة حرائق في حوادث مرتبطة أيضا باستعمال الألعاب النارية في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف خلال ال 48 ساعة الماضية، مشيرا إلى إصابة طفلين و مراهقين بجروح في حوادث مرتبطة باستعمال الألعاب النارية مضيفا أن أحد الطفلين فقد ثلاثة أصابع، فيما تم التحكم في خمسة حرائق سجلت – يضيف المصدر - جراء الاستعمال السيئ للمفرقعات و الشموع في مختلف مناطق الجزائر العاصمة و هذا بفضل تدخل أفراد الحماية المدنية. وفي قسنطينة اضطر الطاقم الطبي بالمستشفى الجامعي ابن باديس، لبتر يد شاب انفجرت بجسمه المفرقعات، كما استقبلت مصالح الاستعجالات لذات المستشفى 11 إصابة لأطفال تعرضوا لحروق خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف و سُجل حريق بمنزل بعين اسمارة. و أفاد المكلف بالاتصال بالمستشفى الجامعي، بأن مصلحة الاستعجالات قد استقبلت إلى غاية صباح أمس، 11 حالة لأطفال و شباب تتراوح أعمارهم بين 14 سنة و 18 سنة، تعرضوا لحروق على مستوى الوجه و اليدين خلال الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ليلة أمس الأول، حيث خضعوا جميعهم للعلاج و عادوا إلى منازلهم، كما سجل إصابة خطيرة لشاب عمره 18 سنة، تعرض ببلدية ديدوش مراد، الجمعة الماضي، لتعفن خطير في اليد اليمنى بعد أن انفجرت كمية كبيرة من المفرقعات التي كان يحملها، و قد تطلب إنقاذ حياة المصاب بتر يده بالكامل لمنع امتداد التعفن إلى باقي أعضاء الجسم. من جهة أخرى سجلت مصالح الحماية المدنية حريقا بسطح بناية تتألف من 3 طوابق بحي مومني رابح ببلدية عين اسمارة، و ذلك خلال احتفالات المولد النبوي، حيث التهمت النيران بعض الأغراض دون أن تخلف خسائر بشرية. وبذات المناسبة سجلت مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي بن فليس التهامي بباتنة ليلة أول أمس استقبال ما يزيد عن 200 حالة إصابة وسط الأطفال جراء استعمال المفرقعات والألعاب النارية. وفيما تم تسجيل فقدان احد المصابين لقرنية إحدى عينيه - حسب ما أكدته مصادر استشفائية - فأن الإصابات الأخرى تباينت بين حروق من مختلف الدرجات إلى جروح متفاوتة الخطورة كلها نجمت عن الألعاب النارية، وشكلت حسب ذات المصادر فئة الأطفال غالبية الضحايا ومنهم الفئة العمرية الصغيرة التي تقل عن 05 سنوات حيث أصيب عديد الأطفال من هذه الفئة بسبب حالات إهمال وغفلة من طرف العائلات. وكانت مصلحة الاستعجالات قد جندت عددا من الأطباء تحسبا لاستقبال حالات الجرحى والحروق بسبب المفرقعات التي كثيرا ما تُسجل بمناسبة المولد النبوي وكان استقبال المصابين من عديد البلديات نظرا للحالات الحرجة المسجلة على غرار المصابين الوافدين من أحياء مدينة باتنة. من جهتها استقبلت مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي بوهران عشية ويوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، 14 حالة إصابة بحروق متفاوتة الخطورة بسبب المفرقعات. أخطر حالة سجلت في هذه الأحداث، كانت لطفل في السادسة من عمره، حاول الفرار من مفرقعة ألقاها عليه صديقه ليجد نفسه تحت عجلات سيارة كانت تسير بسرعة جنونية، ما اضطر المصالح الطبية أمام إصابته البليغة أن تجري له عملية جراحية على مستوى الرجل فيما أصيب بخدوش في الوجه. وأشارت مصادر طبية للنصر إلى تحويل 8 أطفال نحو مصلحة الحروق وضع 6 آخرين تحت العناية المركزة لتفاوت خطورة إصاباتهم. ورغم التحذيرات التي أطلقتها مصالح الحماية المدنية وأئمة المساجد الداعية إلى مقاطعة اقتناء مختلف المواد النارية المستعملة في مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلى جانب توجيه نداءات إلى التجار بالتوقف عن بيع المفرقعات التي تشكل خطرا على صحة المواطنين وعلى أرواحهم على غرار ما حدث خلال مناسبات المولد النبوي الشريف في الأعوام الماضية، إلا أن ذلك لم يكبح مبالغة الشبان المعروفين بولعهم وشغفهم الكبيرين بالألعاب النارية خلال احتفائهم بالرسول الكريم من استعمال هذه بإسراف كما لم تكبح أيضا تلك النداءات والتحذيرات الرغبة الجامحة للكثير من التجار والباعة غير الرسميين الذين لا هم لهم سوى تحقيق الربح السريع ولو على جثت ومصائب آخرين.