القاهرة تحترق في الذكرى الثالثة للثورة عاشت القاهرة أمس يوما كابوسيا وهي تستعد للاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة، حيث اهتزت على وقع تفجيرات عنيفة خلفت عديد القتلى و عشرات الجرحى، فيما لقى ثلاثة أشخاص آخرين على الأقل مصرعهم في اشتباكات شهدتها العديد من محافظات مصر بعد صلاة الجمعة بين قوات الأمن وأنصار الإخوان المسلمين الذين خرجوا في مسيرات مناهضة للسلطات الانتقالية، بالموازاة مع اندلاع مواجهات أخرى بعدة محافظات بين أنصار الإخوان ومؤيدين للنظام. و يأتي هذا الانعطاف الخطير نحو العنف في مصر، قبيل 24 ساعة من احتفالات الذكرى السنوية الثالثة لثورة 25 جانفي التي أطاحت بحكم حسني مبارك. و سارعت قوات الأمن المصرية أمس إلى تشديد الاجراءات الأمنية أمام المنشآت الهامة بالقاهرة وتأمين الشوارع والساحات العامة تخوفا من تنفيذ اعتداءات جديدة. وارتفعت حصيلة التفجير الذي استهدف مديرية أمن القاهرة إلى أربعة قتلى و76 جريحا فضلا عن إلحاق أضرار كبيرة بالمتحف الاسلامي المقابل للمديرية حسب ما أعلنه وزير الآثار المصري محمد ابراهيم. ومن جهة اخرى أعلن مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية بحسب ما نقلته وكالة الشرق الأوسط، مقتل شرطية و إصابة 9 آخرين في انفجار عبوة ناسفة بمحيط محطة مترو شارع التحرير في الدقي بالجيزة بعد قليل من تفجير السيارة المفخخة أمام مديرية أمن القاهرة، كما انفجرت قنبلة تقليدية أيضا أمام قسم للشرطة صباح أمس بحي الهرم جنوبالجيزة دون وقوع خسائر.كما ذكر ذات المصدر، أن السيارة التي انفجرت بمديرية امن القاهرة كانت معبأة بنحو 300 الى 400 كلغ من المواد المتفجرة.كما قتل شخص آخر في انفجار رابع وقع قرب دار سينما غرب القاهرة، وذكرت وسائل إعلام مصرية أن عبوة ناسفة انفجرت عصر أمس بالقرب من سينما «رادوبيس» ما أسفر عن مقتل أحد المواطنين. وقال وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم في تصريحات صحفية ان هذه الحوادث «لن تثني الدولة عن مواصلة مكافحة الارهاب و استكمال خارطة الطريق». وأشار إلى أن قوات الأمن المصرية ببور سعيد اكتشفت ليلة الخميس إلى الجمعة سيارة مفخخة تحمل نحو 800 كلغ من المواد شديدة الانفجار كانت تستهدف استراحة للشرطة وقد تم ابطال مفعولها.وأضاف أن قوات الأمن ستواصل تأمين الاحتفالات اليوم السبت حيث توقع نزول ملايين المصريين للشوارع، مؤكدا أنه أصدر تعليماته لجميع الأجهزة الأمنية بتعديل الخدمات الأمنية على مستوى المحافظات والمباني الشرطية وإعلان حالة الاستنفار الأمني. و قامت قوات الأمن المصرية بتشديد الإجراءات الأمنية بمكافحة المحافظات ففي القاهرة قامت قوات الامن والجيش بإغلاق الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية ومحيط وزارة الدفاع والمنشآت الهامة الأخرى كما قامت بإغلاق ساحات التحرير ورابعة العدوية في القاهرة وميدان النهضة بالجيزة أمام حركة مرور السيارات والمشاة ونشرت عدد من الآليات العسكرية بالطرق المؤدية الى هذه الميادين. و عمدت قوات الجيش إلى إغلاق ميدان التحرير تماما حيث تمركزت الآليات العسكرية بجميع مداخل الساحة امام المتحف المصري والشوارع المؤدية اليه . وفي السويس دفعت قوات الجيش بتعزيزات عسكرية مدعمة بخمسين مدرعة وطائرات استطلاعية في اطار خطة تستهدف تأمين الموانئ و شركات ومعامل تكرير البترول في المنطقة. كما استهدفت الخطة نشر أجهزة حديثة للكشف عن المتفجرات سهلة الحمل وأجهزة تعقب دقيقة على الطرقات الرئيسية المؤدية للسخنة والقاهرة والإسماعيلية والبحر الأحمر وجنوبسيناء.يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه جماعة "أنصار بيت المقدس" المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن انفجار مديرية أمن القاهرة صباح أمس. و في خضم دوامة العنف التي شهدتها مصر أمس، لقى ثلاثة أشخاص آخرين مصرعهم في اشتباكات شهدتها عدد من محافظات مصر بعد صلاة الجمعة بين قوات الأمن وأنصار الإخوان المسلمين الذين خرجوا في مسيرات مناهضة للسلطات الانتقالية بمصر . وقال وكيل وزارة الصحة المصرية ببني سويف في تصريح صحفي أمس، إن شخصين لقيا مصرعهما في اشتباكات عنيفة بين عناصر الإخوان وقوات الأمن بمحيط مسجد التحرير بمنطقة الواسطى في بني سويف شمال الصعيد.كما نقل التلفزيون المصري في تقرير له أن شخصا قتل فى اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر الإخوان بدمياط الجديدة على البحر المتوسط وتم القبض على العشرات. وشهد حي امبابة الشعبي شمال الجيزة بعد ظهر أمس أيضا مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والأهالي من جهة وعناصر الإخوان الذين قاموا بإشعال النيران بعدد من المحلات وفي اطارات السيارات لا سيما بشارع المطار.وفي الشرقية أصيب 5 أشخاص بينهم سيدة بطلقات نارية فى اشتباكات الإخوان والأهالى بمركز أبو كبير حسب ما افاد مصدر طبي. و تتخوف السلطات المصرية من أعمال عنف جديدة هذا السبت خلال احتفالات الذكرى السنوية الثالثة لثورة 25 جانفي.