تحولتُ إلى العربية بأمر من جدتي والأمير ليس ماسونيا اختار الدكتور واسيني الأعرج عدم الخوض في «مشكلات الرواية العربية اليوم وما تعانيه والمشكلات التي كانت تشغل بال الكتاب العرب « وهو عنوان المحاضرة التي كان ينوي القائها في مدرج المركز الجامعي بميلة نهار أمس الأحد أمام الحضور الغفير الذي عجز المدرج عن احتوائه مفضلا تبسيط اللقاء والحديث عن المواضيع والإشكالات التي تشغله ككاتب. كاشفا في بداية الأمر انه لم يندم على تحوله خلال مساره الدراسي من طالب للرياضيات باللغة الفرنسية الى الأدب والكتابة باللغة العربية فيما بعد التي له معها علاقة خاصة كونه تحول إليها ليس عن رغبة وإنما استجابة لإرادة الجدة التي كانت ترى في ارتباط حفيدها بهذه اللغة هو ارتباط بتاريخ الأجداد.وقال الأعرج أن اكتشاف كتاب ألف ليلة وليلة كان دافعا لكتاباته الأولى كانت كلها تقريبا ذات طابع اجتماعي، وانعكس ذلك في هاجس الحكاية الشعبية في اعماله والذي ظهر جليا في رواية «نوار اللوز» وأيضا في الليلة السابعة بعد الألف. بعدها جاءت رواية الأمير التاريخية التي تحدثت فيها عن شخصية الأمير والتي قال أنه لم يقتصر فيها على التاريخ الذي يصور الأمير عبد القادر حامل لسيفه راكبا لحصانه وكأنه مجاهد وفقط وهذا تقزيم في حق الرجل الذي أعطيناه الصورة المحاربة وأغفلنا القيمة الانسانية لهذه الشخصية التي هي أكبر وأعظم مما نتصوره فقد كان للرجل علاقة مع الأديان كلها دون اقصاء برغم أنه رجل مسلم وهذا لإيمانه الكبير بحوار الحضارات وبالتسامح الديني برغم الصراع المستمر له مع الاستعمار من أجل الاستقلال فالرجل العظيم والاستثنائي الذي يستطيع ايجاد الحلول للمشكلات في عز الحروب. ونفى واسيني انتساب الامير للماسونية لعدم وجود دليل على ذلك وحتى النجمة التي يحملها على صدره كما يظهر في الصورة يقول الاعرج هي اعتراف على ما بذله الرجل من فعل انساني وخيري وليس دليل انتساب مضيفا أنه ولو عثر على ما يثبت انتسابه لصرح به وكشفته فالوثيقة التي قال انه يمتلكها. واستغرب الكاتب اطلاق وصف الثورات على ما يحدث في الوطن العربي وقال أنه من الصعب عليه تقبل بأن ما حدث في ليبيا أو يحدث حاليا في سوريا هو ثورة شعبية دون إهمال الارادات الشعبية والديكتاتوريات الموجودة لكن الحقيقة أن مواصفات الثورة غير موجودة في ما يحدث اليوم في الوطن العربي في ظل تدخل الحلف الأطلسي مضيفا أنه لو نظرنا لخريطة التقسيمات المقترحة لدول العالم العربي نجد انفسنا أمام وضع شبيه بتقسيمات 1913 و 14 التي عرفتها اتفاقية سايس بيكو وكل هذه الموضوعات شكلت موضوعا أدبيا مهما في رواية الاعرج الاخيرة مملكة الفراشة ( المملكة الزرقاء التي هي الفايسبوك ) تناولت عكس المقالات التي كتبت حولها من أنها تناولت الحروب الأهلية فانا تناولت –يقول- نتائج الحروب الأهلية التي مست البلدان بما فيها الجزائر حيث وعلى عكس ما يحصل على المستوى الجماعي للأمم فانه على المستوى الشخصي من الصعب نسيان ما حصل بسبب هذه الحروب.