غلق نفق "شون دو مارس" يشل حركة المرور بوسط المدينة تتواصل عملية الصيانة بالنفق الأرضي لحي " شون دو مارس" بوسط مدينة عنابة بعد إغلاقه منذ قرابة أسبوع من قبل مصالح مديرية الأشغال العمومية في الاتجاهين، ووضع الحواجز أمام المدخلين، حيث تشهد الطريق المؤدي إلى محور الدوران " الحطاب" وكذا إلى سيدي إبراهيم هذه الأيام تباطؤا في حركة السير ،وتحولت الطرق الرئيسية إلى طوابير لا منتهية من السيارات والحافلات التي وجدت صعوبة في السير، بسبب غلق النفق جراء كميات المياه المرتفعة والتي حولته إلى واد، ما تسبب في أزمة مرورية خانقة. وقد لاحظت المصالح المختصة وجود تشققات على جدران النفق ما يشكل تهديدا مستقبلا قد يعرضه للإنهيار ، كون عملية الانجاز حسب مصادر النصر لم تراع فيها طبيعة الأرضية كونها موجودة تحت مستوى سطح البحر وتشهد ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير، كما يصعب صرف مياه الأمطار التي تتسرب للنفق، ما يستوجب القيام بإصلاحات سريعة، خاصة وأن هذه المنشأة تساهم بشكل فعال في التخفيف من حركة المرور بأكبر نقطة تعرف ازدحاما على مستوى عاصمة الولاية. كما يشتكي أصحاب المركبات من تردي وضعية الأنفاق الأرضية خاصة على مستوى وسط المدينة، مما يضطرهم إلى تفادي استخدمها بسبب المياه الراكدة، غياب الإنارة ، وكثرة الحفر بها، حيث عبر عدد من أصحاب السيارات ل " النصر " عن تذمرهم الكبير من الحالة التي آلت إليها الأنفاق الأرضية في ظل غياب الصيانة خاصة بنفق " شون دو مارس" الذي تتجمع به المياه بسبب عدم ملاءمة مسالك صرف المياه مع الكم الهائل للتسربات، مما أدى إلى ظهور الحفر، ناهيك على الظلام الدامس لانعدام الإنارة على طول هذا النفق. وهي نفس الوضعية تقريبا التي يعرفها النفق الموجود بمحول الدوران لحي واد الذهب، وكذا الشعيبة خاصة أثناء تساقط كميات كبيرة من الأمطار ليصبح استخدامها غير مسموح نظرا لتحولها إلى مجاري مائية يصعب مرور السيارات السياحية عبرها، رغم أن هذه الأنفاق الأرضية التي أنجزت حديثا ساهمت في التخفيف من الضغط الكبير في حركة المرور بعنابة ،إلا أن غياب الصيانة والمتابعة من قبل المصالح المعنية ساهم في تدهور وضعيتها، هذا بالإضافة إلى استفحال ظاهرة سرقة المصابيح الكهربائية الموجودة على مستوى هذه الأنفاق من قبل المنحرفين لغلاء ثمنها. من جهة أخرى تنتظر مديرية الأشغال العمومية استكمال إجراء الدراسة التكميلية لتنفيذ مشروع نفقين على مستوى محور الجسر الأبيض و المستشفى الجامعي ابن رشد بعد تسجيل ملاحظات عديدة بشأنها أهمها طول مدة الانجاز ، خاصة وأن ورشة المشروع ستتسبب في غلق المنطقة المحيطة والتي تضم منشآت مهمة على رأسها المستشفى الجامعي ، حيث قلص مكتب الدراسات الأجنبي حسب مديرة الأشغال العمومية السيدة نايلة بوحفص في تصريح ل النصر مدة الانجاز المبدئية إلى 3 سنوات، وستخصص المرحلة الأولى لرفع مختلف العراقيل بالمسار المحدد من محور الجسر الأبيض إلى منطقة المحافر، أما المرحلة الثانية فتخصص لعملية الإنجاز. هذا ويمتد طول النفقين إلى مسافة تقارب كيلومترين، وبتكلفة مالية تقدر ب 12 مليار دينار . وكما هو معلوم فإن محول الإخوة " كايل " الواقع بحي الجسر الأبيض والمؤدي إلى وسط المدينة والشواطئ يشهد ليلا ونهارا، وبالأخص في أوقات الذروة المرورية، اكتظاظا منقطع النظير، ولاسيما في فصل الصيف،أين تتوافد أعدادا كبيرة من المركبات على الشواطئ عبر هذا الطريق ، نفس المحول الذي يبعد بحوالي 800 متر عن الجسر ، والمحاذي لمستشفى ابن رشد هو الآخر يتسبب في ازدحام مروري كبير على نفس الخط. ورغم تأكيد مصادرنا على أهمية هذا المشروع الذي سيفك الخناق عن طرقات المنطقة مستقبلا، ويفتح المجال لاستيعاب عدد أكبر من المركبات، فإن الأمر لا يخلو من المخاوف المبنية على إشكالية إعداد مخطط مروري موافق للمشروع، يتم من خلاله التكفل بتوفير بدائل عن جميع الاتجاهات التي ستغلق أمام حركة المرور طيلة فترة الأشغال، حيث تقرر فتح ممرات محيطة بموقع المشروع لضمان تنقل المارة والمركبات ولو بحركة بطيئة تقتضيها طبيعة المشروع، ولعل من بين النقاط التي تقلق القائمين على هذا المشروع، هو التوافد الكبير للمركبات على المستشفى الجامعي ابن رشد . كما استحسن الجميع قرار إنجاز هذين النفقين الجديدين مما يساهم - حسبهم- في حل مشكلة الازدحام والتخفيف من الضغط، خصوصا بالنسبة للعاملين والطلبة الذين عانوا من مشكل التأخر صباحا.