الولايات المتحدة تدعم موقف الجزائر في مكافحة الإرهاب بدول الساحل أكد منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، دانيال بنجامين اتفاقه مع موقف الجزائر بشأن أولوية دول المنطقة بمعالجة قضية الإرهاب. وقال المسؤول الامريكي في حديث للحياة نشرته في طبعتها الصادرة بالقاهرة أمس ردا على سؤال حول انتقاد الجزائر بشدة أي محاولة من الدول الغربية للتدخل في جهد التصدي للقاعدة في الساحل : " نحن نتفق مع الجزائر بأن دول المنطقة هي الأولى بمعالجة قضية (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) ونعتقد أنه أمر جيد أن الدول الأوروبية ومجمو عة الدول الثماني أظهرت اهتماما حقيقيا في دعم موريتانيا ومالي في القتال ضد القاعدة، ونحن نأمل أيضا بالعمل مع النيجر في هذا المجال على الرغم أن ذلك التعاون مجمد حاليا نتيجة الوضع السياسي هناك. يذكر، أن الجزائر كانت قد قاطعت الاجتماع الذي التأم الاسبوع الماضي بعاصمة مالي حول مكافحة الإرهاب في الساحل والذي شارك فيه ممثلو مجموعة الثمانية. وبهذه المقاطعة تكون الجزائر قد أكدت مرة أخرى موقفها الثابت من مسألة مكافحة الإرهاب في الساحل الافريقي الصحراوي والذي يقوم على أن مكافحة الإرهاب بهذه المنطقة يجب أن تقوم بها دول المنطقة نفسها في إطار عمل مشترك على المستويين العملياتي والاستخباراتي وفق آليات ملموسة تم بحثها خلال اجتماعين أمنيين احتضنتهما الجزائر أواخر سبتمبر وحضرتهما كل من مالي، النيجر وموريتانيا. وعلى هذا الاساس رفضت الجزائر المشاركة في اجتماع باماكو الذي ترى أنه جاء لكسر مساعي التنسيق بين دول المنطقة وفتح الباب أمام تكريس التدخلات الأجنبية في هذه المنطقة الفنية بثرواتها الطبيعية. السيد دانيال بنجامين الذي أشار الى أنه زار الجزائر في الصيف الماضي وأجرى محادثات معمقة مع مسؤوليها، أكد تشابه الآراء بين الولاياتالمتحدةوالجزائر بشأن تقييم الوضع في الساحل والحاجة الى أن تأخذ دول المنطقة الدور الريادي في التصدي للقاعدة.وقال: " نريد أن نساعد هذه الدول بأي طريقة ممكنة ولكن أفضل من يتصدى لهذه المشكلة، هي دول المنطقة نفسها". وفي رده على سؤال حول دفع بعض الدول الغربية فديات للقاعدة مقابل إطلاقها لسراح رهائن محتجزين لديها على الرغم من نفيها رسميا لذلك، جدد المسؤول الامريكي رفض بلاده لدفع الفديات وقال " من دون أن أسمي أي دولة نحن نتكلم مع دول في أنحاء العالم عن الحاجة الى عدم دفع فديات لخاطفي الرهائن لأن ذلك يزيد من نشاط القاعدة في المغرب الاسلامي باعتبار الفديات مصدر دخلها الاساسي حاليا.للإشارة فإن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل كان قد كشف في وقت سابق بأن أكثر من 90 بالمئة من تمويلات الجماعات الارهابية في الساحل تأتي من الفديات التي تدفعها بعض الدول الغربية مؤكدا موقف الجزائر التي مازالت تدعو الى تجريم دفع الفدية بالمحافل الدولية. وحسب المسؤول الامريكي دانيال بنجامين فإن الاهاربيين " يسعون الى بناء احتياطي نقدي وتحويل جزء من المال الى قيادتهم لكي تصير تهديدا أكثر خطورة". وشدد على أن الولاياتالمتحدة تأخذ هذه المسألة على محمل الجد وتتكلم مع دول في انحاء العالم عن هذا الأمر، وقال " نحن نعرف أن كثيرا من دول المنطقة تتشارك في القلق من هذه القضية والجزائر على وجه الخصوص أدانت ممارسة دفع الفدية في مقابل الإفراج عن الرهائن". وأكد منسق مكافحة الارهاب بالخارجية الامريكية أن قيادة القاعدة متورطة في مؤامرة للقيام بهجمات في أوروبا.وأوضح بهذا الخصوص " كانت لدينا كمية كبيرة من المعلومات المهمة التي تجمعت عبر فترة من الزمن والتي أوحت لنا بأن التهديد قد أصبح أكثر خطورة من الأحوال العادية، وقد كان لدينا كحكومة أمريكية واجب أخلاقي و قانوني لإبلاغ الامريكيين بهذه الحقيقة"، مشيرا إلى أن التحذير مازال ساري المفعول باعتبار أن الظروف التي دفعت الى إصداره مازالت هي ذاتها.