أكد منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السيد دانيال بنجامين اتفاقه مع موقف الجزائر بأن دول المنطقة هي الأولى بمعالجة قضية الإرهاب. وقال السيد بنجامين في حديث للحياة نشرته في طبعتها الصادرة بالقاهرة يوم السبت ردا على سؤال حول انتقاد الجزائر بشدة أي محاولة من الدول الغربية للتدخل في جهد التصدي ل"القاعدة" في الساحل : "نحن نتفق مع الجزائر أن دول المنطقة هي الأولى بمعالجة قضية القاعدة في المغرب الإسلامي. ونعتقد أيضا أنه أمر جيد أن الدول الأوروبية ومجموعة الدول الثماني أظهرت اهتماما حقيقيا في دعم موريتانيا ومالي في القتال ضد القاعدة ونحن نأمل أيضا بالعمل مع النيجر في هذا المجال على رغم أن ذلك التعاون مجمد حاليا نتيجة الوضع السياسي هناك". وأضاف المسؤول الأمريكي انه زار الجزائر في الصيف الماضي وأجري محادثات معمقة مع مسؤوليها مؤكدا "تشابه" الآراء في شأن تقويم الوضع والحاجة إلى أن تأخذ دول المنطقة "الدور الريادي" في التصدي ل"القاعدة". وقال : "نريد أن نساعدهم بأي طريقة ممكنة ولكن أفضل من يتصدى لهذه المشكلة هي دول المنطقة نفسها". وعن سؤال حول دفع بعض الدول الغربية فديات ل"القاعدة" لإطلاق رهائن محتجزين لديها على الرغم نفيها رسميا ذلك جدد السيد بنجامين رفض بلاده لدفع الفديات وقال "من دون أن أسمي أي دولة نحن نتكلم مع دول في أنحاء العالم عن الحاجة إلى عدم دفع فديات لخاطفي الرهائن لأن ذلك يزيد من نشاط القاعدة في المغرب الإسلامي (...) باعتبارها مصدر دخلهم الأساسي حاليا". وأضاف أن الإرهابيين "يسعون إلى بناء احتياطي نقدي وتحويل جزء من المال إلى قيادتهم لكي تصير تهديدا أكثر خطورة" مشددا على الولاياتالمتحدةالأمريكية تأخذ هذه المسألة على "محمل الجد" وتتكلم مع دول في أنحاء العالم عن هذا الأمر. وقال "نحن نعرف أن كثيرا من دول المنطقة تتشارك في القلق من هذه القضية والجزائر على وجه الخصوص دانت ممارسة دفع الفديات في مقابل الرهائن". ومن جهة أخرى، أكد منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية أن قيادة "القاعدة" متورطة في مؤامرة للقيام بهجمات في أوروبا. و قال المسؤول الأمريكي "كانت لدينا كمية كبيرة من المعلومات المهمة التي تجمعت عبر فترة من الزمن والتي أوحت لنا بأن التهديد قد أصبح أكثر خطورة من الأحوال العادية. وقد كان لدينا كحكومة أميركية واجب أخلاقي وقانوني لإبلاغ الأميركيين بهذه الحقيقة". وأشار إلى أن "التحذير ما زال ساري المفعول لأن الظروف الأساسية (التي دفعت إلى إصداره) ما زالت هي ذاتها". وأضاف "إننا نرى يدا لقيادة القاعدة في هذه المؤامرة في أوروبا". وأوضح أن التنظيم واجه خلال السنة الماضية "ضغطا كبيرا" لم يواجه مثله منذ أن انتقل إلى مناطق القبائل الباكستانية بعد 11 سبتمبر 2001.