الأوراس احتفالا بعيد الربيع عند الأمازيغ دعت جمعيات نظمت مهرجان ثافسوث بباتنة إلى جعل الاحتفال بعيد الربيع "ثافسوث" من كل سنة ،مناسبة وطنية في ظل النجاح الذي حققه والصدى الذي بلغه بتنقل وفود من مختلف الولايات لحضور فعاليات الاحتفال بالربيع لدى الأمازيغ ،خصوصا وأن الاحتفالات تعكس العادات والتقاليد التي تمثل جزء من الهوية الوطنية. اختتمت أول أمس ببلدية منعة جنوب ولاية باتنة احتفالية ثافسوث أو عيد الربيع ،وهي التظاهرة التي دأبت بلدية منعة الواقعة في عمق عاصمة الأوراس باتنة على إحيائها ،من خلال إبراز عادات وتقاليد سكان أهالي الأوراس في الاحتفال بالربيع. ودامت الاحتفالات ثلاثة أيام ببرنامج ثري ومنوع وابتهجت "أقليعث نمنعة "أو الدشرة القديمة منعة العريقة، عراقة عمرانها الضارب في جذور التاريخ بقدوم الربيع وهو ما تعكسه الزرابي ومختلف الأفرشة المزركشة والبهية الألوان التي قامت العائلات بنشرها على الشرفات وجدران المنازل الشامخة في الدشرة التي لا تزال تحافظ على أناقتها بفضل هندستها المعمارية الضاربة في عمق حضارة الأمازيغ القدامى الذين عاشوا بالمنطقة ،حيث أن هذه المساكن مشيدة بمادة أولية محلية تشكل امتدادا للطبيعة وفق نسق عمراني متجانس، وقد ابتهج جميع سكان منعة بقدوم الربيع. كل العائلات شاركت في إحياء ثافسوث، فعرضت أمام منازلها ما تملك من موروثها التقليدي المنوع من ألبسة وأكلات وغيرها، وتخللت البرنامج الذي نظمته عدة جمعيات من بينها جمعية ثافسوث بمنعة، عروض فلكلورية لفرق الرحابة والبارود وأقيمت مأدبة غذاء لكافة المشاركين والحاضرين الذين تناولوا وجبة "أمحكوك" التقليدية وتجول المشاركون الذين جاؤوا من مختلف ولايات منطقة الأوراس ومن مختلف ولايات الوطن ببلدية منعة ،وتعرفوا على ما تزخر به من مؤهلات سياحية وأقيمت لعبة "ثاكورث" في الأخير، التي مارسها السكان القدامى وهي اللعبة المعروفة حاليا ب"الهوكي"، حيث تمارس بكرة مصنوعة من جريد النخيل وبالعصي بين فريقين متنافسين.