انطلقت بقالمة أمس فعاليات الملتقى الوطني الثامن عشر للتاريخ و الآثار بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي بمشاركة أساتذة و باحثين من مختلف جامعات الوطن سيناقشون تطور الحياة الاقتصادية بمنطقة قالمة و الشرق الجزائري عبر الحضارات العريقة التي شهدتها المنطقة على مر التاريخ. الملتقى الذي يستمر يومين كاملين تنظمه جمعية التاريخ و المعالم الأثرية بقالمة يتضمن عدة محاضرات و بحوث أكاديمية تتحدث على واقع الاقتصاد و تطور الحركية التجارية و الاجتماعية بالمنطقة و أبرز المحطات التي مرت بها عبر العصور و إلى غاية الحضارة العثمانية و الاحتلال الفرنسي. و قال باحثون بان الموقع الاستراتيجي لمنطقة الشرق الجزائري و تنوعها المناخي و توفرها على كل مقومات الحضارة جعلها قبلة للغزاة و المعمرين الذين استوطنوها و بعثوا فيها حركية اقتصادية و تجارية متطورة تعتمد على الزراعة و الحرف و طريق المبادلات التجارية التي تربط الجزائر ببلاد السودان و أفريقيا و أوروبا عبر قوافل و أساطيل بحرية قوية و ذكر بأن الحضارات القديمة بالمنطقة كانت تعتمد على زراعة الزيتون في العهد الروماني و برز هذا بوضوح في معاصر مدينة مادور الأثرية بالإضافة إلى الاهتمام بالثروة الحيوانية كما حدث في العهد النوميدي و بعث الأنشطة الحموية و الأسواق الريفية و تطوير الحرف بعدة مدن بينها قالمة و بجاية و قسنطينة. و حسب المشاركين في الملتقى فإن دلائل التطور الاقتصادي بالمنطقة موجودة بالمدن الأثرية القديمة و المناطق الحموية و السهول الزراعية و هو ما يعززه الأرشيف القديم لتلك الحضارات و بما فيها فترة الاستعمار الفرنسي و الحكم العثماني و العهد الإسلامي الذي أعقب الفتوحات. و قال الدكتور محمد نمامشة رئيس جامعة 8 ماي 45 بقالمة بأنه بات ن الضروري الاستثمار في الجانب التاريخي من خلال تعميق البحوث و الدراسات حول نشأة الحضارات القديمة بقالمة و منطقة الشرق الجزائري و مقوماتها الاقتصادية و الاجتماعية و العوامل المساعدة على ازدهار هذه الحضارات مضيفا أمام المشاركين في الملتقى بأنه على الباحثين مواصلة العمل على التعريف بالتراث و المحافظة عليه و توسيع الثقافة التاريخية و نشرها. و تنشط جمعية التاريخ و المعالم الأثرية بقالمة منذ 30 سنة في مجال البحث و الدراسات التاريخية و الأثرية من خلال عقد ملتقيات دورية و إصدار مجلات تعنى بتاريخ المنطقة من خلال دراسات و بحوث قيمة تتناول نشأة و تطور عدة حضارات قديمة عمرت المنطقة و استوطنتها خلال مراحل زمنية محددة.