انطلقت اليو م بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة فعاليات الملتقى الوطني حول مؤسسات التعليم الجزائرية ودورها في البناء الوطني في الفترة ما بين 1830 إلى 1962 بمشاركة 20 جامعة عبر التراب الوطني حضره مؤرّخون وباحثون وأساتذة في التاريخ القديم والمعاصر قصد تقييم دور هذه المؤسسات التعليمية في تمكين ثقافة المقاومة الذاتية والتصدي لسياسة المسخ والإدماج التي راهنت عليها سياسة الاستدمار الفرنسي. وكشف الدكتور"مريوش أحمد" مدير مخبرا لتاريخ والحضارة والجغرافيا بالمدرسة في حديثه للنهار أن هذا الملتقي يستقبل أكثر من 20 جامعة و يستقطب نخبة من الأساتذة المختصين من مختلف الجامعات الوطنية فاق عددهم 50 أستاذا منهم الدكتور عبد الرزاق قسوم " رئيس جمعية العلماء المسلمين ويتناول المشاركون في إطار أشغال هذا الملتقى الذي يحتضنه مخبر التاريخ والحضارة والجغرافيا التطبيقية بالمدرسة العليا للأساتذة في بوزريعة بالعاصمة تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتحليل والنقاش مختلف الحقبات التاريخية التي عرفتها الجزائر منذ احتلالها من قبل الاستعمار الفرنسي 1830 إلى الاستقلال 1962, إلى جانب هياكل ومؤسسات التعليم التي شهدتها تلك الفترة باعتبارها كانت تمثل الوعاء الحضاري للبشرية بمختلف مرجعياته ومكوناته الفكرية والدينية والاجتماعية والسياسية. كما تطرق الأساتذة المشاركون في اليوم الأول للملتقى إلى خصوصيات هذه المعالم الأثرية العلمية لاسيما من ناحية صمودها كقلاع فكرية وأقطاب إشعاعية ساهمت بقسط كبير في تنوير الجزائريين وتلقينهم ثقافة الاستماتة والتحدي في الحفاظ على مقومات الهوية والشخصية الوطنية رغم همجية الاستعمار. ويركز الباحثون هذا اليوم على دور المؤسسة التعليمية والعلماء الجزائريين في المجابهة الثقافية التي ميّزت تاريخ الجزائر الثقافي بالرغم من حَمَلات التَّهجير والنّفْي التي طالت هؤلاء العلماء، ومن جهة أخرى يهدف هذا الملتقى إلى تشخيص الوضع الثقافي في الجزائر عشية إنهاء العهد العثماني مع إبراز دقيق لمختلف الهياكل الخاصة بالتعليم إبان الفترة الاستعمارية للاحتلال الفرنسي إلى جانب التعرف على مضامين المدرسة الجزائرية خلال فترة الاحتلال وإبراز جهود وإسهامات هذه القلاع في المحافظة على الشخصية الوطنية.