اختطاف مولود من داخل المستشفى الجامعي بقسنطينة قام مجهولون، فجر أمس، باختطاف رضيع حديث الولادة، من داخل مصلحة ما بعد الولادة بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، في سابقة خطيرة أثارت حالة استنفار قصوى داخل المستشفى و استدعت تدخل مصالح الأمن، التي فتحت تحقيقاتها و شرعت في استجواب أربع ممرضات ناوبن وقت وقوع الحادثة. و تفيد المعلومات الأولية التي تمكنا من الحصول عليها بعين المكان، بأن الأمر يتعلق بالرضيع ليث محفوظ كاوة، الذي وضعته والدته الأسبوع الماضي بمصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي ابن باديس، و قد أكد جدّ الرضيع بأن الأخير وُلد بصحة جيدة، لكن والده أعاده زوال أمس الأول إلى المصلحة، من أجل حقنه باللقاحات اللازمة، قبل أن يتفاجأ بإعلامه بأن ابنه مصاب بداء الحمى الصفراء "بوصفاير»، ما يتطلب إخضاعه للمراقبة الطبية، و هو ما تم بالفعل حيث مكث المولود بمصلحة ما بعد الولادة، ثم عاد والده للاطمئنان عليه في حدود الساعة التاسعة من ليلة أمس الأول و هي المرة الأخيرة التي رآه فيها. الحادثة اكتشفت في حدود السابعة و النصف من صباح أمس، عندما تفاجأ الممرضون بأن الرضيع غير موجود في المهد المخصص له، و قد رجحّ عدد من أفراد الطاقم شبه الطبي ممن تحدثت إليهم "النصر" بأن يكون المولود قد اختطف بين الساعة الخامسة و السابعة من صباح أمس، خصوصا و أن مريضة أكدت أنها صادفت حوالي الساعة السادسة صباحا، و بينما كان متجهة نحو دورة المياه، رجلا طويل القامة ذو شعر أبيض يحمل بين يديه رضيعا و برفقته شخص ثاني متوسط القامة، حيث صرحت بأنهما كانا متجهين نحو الرواق المؤدي لبوابة مصلحة التوليد و ليس مصلحة ما بعد الولادة، كما علمنا بأن الشرطة العلمية عثرت خلال تفتيش القاعة التي كان الرضيع بداخلها رفقة 8 مواليد آخرين، على الكيس الذي يكون الخاطفون قد استعملوه لإخفاء بطانية تم لفّ الرضيع بها، و ذلك لتجنب استعمال بطانيات الرضع الماكثين و عدم اكتشاف أمرهم. عائلة الرضيع تتهم الممرضين بالإهمال و تعوّل على بصمات كيس البطانية و قد ساد أمس جو رهيب من الحزن بين أفراد عائلة الرضيع ليث و أفراد الطاقمين الطبي و شبه الطبي بمصلحتي التوليد و ما بعد الولادة، بحيث ظهرت قريبات الطفل في حالة نفسية سيئة جدا بينما بدا الرجال أكثر تماسكا، و إن لم يستطع جد الرضيع حبس دموعه بمجرد اقترابنا منه لمعرفة حقيقة ما حصل، حيث اتهم الجد لدى تحدثنا إليه المناوبين صبيحة الحادثة، بالإهمال و ذهب إلى حد التأكيد على تواطئهم و التخطيط لما حدث، خصوصا، حسبه، و أن الرضيع كان بصحة جيدة و يزن 4 كيلوغرامات، ما يعني أن حالته لم تكن تستدعي المكوث، مضيفا بأنه تلقى تطمينات بأن مصالح الأمن بأنها ستعمل ما بوسعها للوصول إلى هوية الخاطفين باستغلال البصمات المرفوعة و الأوصاف التي قدمتها الشاهدة. رجال الشرطة العلمية قاموا بتغليف الأغراض التي وُجدت في مسرح الجريمة، من أجل رفع البصمات، كما استجوب رجال الأمن الممرضين و أعوان الأمن و أفراد الطاقم الطبي، الذين كانوا مناوبين وقت وقوع الحادثة، و ذلك قبل أن يتقرر تحويل أربع ممرضات مناوبات إلى مركز الأمن، للتحقيق معهن، بحيث تم نقل ثلاث منهن و هن في حالة سيئة جدا، كما انهرن بالبكاء و رُحن يؤكدن بأنه ليست لهن علاقة بالقضية، أما الممرضة الرابعة فلا تزال إلى غاية كتابة هذه الأسطر، بمصلحة الإنعاش الطبي بعد أن تعرضت لأزمة صحية من هول الصدمة. و علمنا بأنه قد تقرر الاستعانة بأخصائية نفسانية للمساعدة على إعلام والدة الرضيع بالفاجعة خصوصا و أنها لا تزال ماكثة بالمستشفى، و قد أكد أقارب الرضيع أن والداه يقطنان بحي المنصورة و بأن ليث هو ابنهما الثالث بعد إنجابهما ابنتين. المكلفان بالاتصال بالمستشفى الجامعي و مديرية الأمن الولائي اكتفيا من جهتهما بالتأكيد على أن القضية لا تزال محل تحقيق و بأنه لا يمكن تقديم أية معلومات قبل انتهاء التحريات. و تثير حادثة الاختطاف أكثر من علامة استفهام حول الطريقة التي تمت بها، خصوصا و أن الخاطفين لم يلفتوا الانتباه و تمكنوا من الدخول و الخروج بكل سهولة، مع العلم أن مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي كان قد شهدت قبل قرابة ثلاثة أسابيع فضيحة أخرى، تمثلت في تسليم رضيع لغير أهله، و هو خطأ تم تداركه، لكن أفراد الطاقم الطبي حذروا آنذاك من احتمال حدوث ما هو أخطر، بسبب حالة الضغط غير المسبوقة التي تشهدها المصلحة منذ أشهر، بعد أن تم غلق عيادة التوليد سيدي مبروك من أجل إخضاعها لأشغال الترميم.