لا يمكن استغلال سوى 30 بالمائة من احتياطي الجزائر من الغاز الصخري قدّر البروفيسور أحسن بورفيس المختص في الجيولوجيا المنجمية بجامعة قسنطينة، حجم احتياطي الجزائر من الغاز الصخري بحوالي 20 مليار متر مكعب، تتموقع في صحرائنا الممتدة إلى غاية الحدود مع ليبيا، و هي كمية لا يمكن في الوقت الراهن استغلال سوى 30 بالمائة منها ، مؤكدا بأن الأخطار البيئية المحتملة يمكن تفاديها باستغلال تكنولوجيا متطورة تمنع تسرب الغاز و المواد الكيميائية إلى المياه الجوفية. و في مقابلة أجرتها معه النصر، أكد البروفيسور بورفيس من كلية علوم الأرض و تهيئة الإقليم بجامعة قسنطينة 1، بأن الغاز الصخري لا يختلف في تكوينه عن الغاز التقليدي و يتمثل في الأساس في غاز الميتان، الذي تشكل في مدة تتراوح بين 5 و 6 ملايين سنة بين الصخور الطينية الكتيمة، بحيث لا يمكن استخراجه إلا بإجراء عمليتي حفر عمودية و أفقية، و من ثم ضخ كميات ضخمة من المياه المعالجة كيميائيا لإحداث ضغط بين الصخور الطينية، الواقعة عادة على عمق قد يصل إلى 3 آلاف متر، و هو ما يتسبب في كسر الصخور و تحولها إلى كتل ذات نفاذية و مسامية عالية، تسمح بتحرك جزيئات الغاز و صعودها إلى المنطقة ذات الضغط الأضعف عبر أنابيب الآبار. و قال البروفيسور بأن عملية الحفر قد تدوم لسبع سنوات كاملة، قبل البدء في الاستغلال الفعلي و إنهاء الدراسات اللازمة، كما كشف بأن احتياطي الجزائري يقارب احتياطي الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تعد أول مستغل للغاز الصخري بالعالم، مضيفا بأن صحراء الجزائر الممتدة حتى الحدود مع ليبيا، تتوفر حاليا على حوالي 20 مليار متر مكعب من الغاز الصخري، الذي يعادل 4 مرات احتياطي الغاز التقليدي و يكفي لثمانين سنة كاملة، و هي كمية معتبرة لا يمكن استغلال أكثر من 30 بالمائة منها، بسبب صعوبة عملية التنقيب. و يرى الخبير في الجيولوجيا المنجمية، بأنه من الواجب عدم التسرع في استغلال الغاز الصخري، قبل التحكم في تكنولوجيا التنقيب عليه، و ذلك لتفادي أخطار تلوث المياه الجوفية، خصوصا و أن عملية الكسر الهيدروليكية للصخور و الناجمة عن ضخ المياه، قد تسبب في حدوث فوالق عمودية يمكن تتسرب عبرها الغازات و المياه المعالجة كيميائيا، لتصل إلى طبقات المياه الجوفية، مع احتمال حدوث فجوات بالاسمنت المسلح المستعمل لعزل أنابيب التنقيب، فضلا عن الكميات الهائلة من المياه التي تتطلبها العملية، إذ يتوجب ضخ من 10 آلاف إلى 15 آلاف متر مكعب من المياه في كل بئر.