توقع انخفاض منتوج الحبوب بحوالي 600 ألف قنطار تعتبر ولاية برج بوعريريج من بين الولايات الفلاحية التي تزخر بثروات و مؤهلات كبيرة في مجال الزراعة، غير أنها لازالت تعاني من تأخر كبير في تطوير تقنيات الزراعة الحديثة، في ظل الاعتماد على الطرق البدائية بين أغلب الفلاحين و شح الموارد المائية الموجهة للسقي و الإكتفاء بما تدره السماء من ماء ما فرض واقعا يتسم بالتبعية المناخية في قطاع الفلاحة بشكل عام و زراعة القمح و الشعير على وجه الخصوص، التي يتوقع أن تنخفض محاصيلها خلال الموسم الفلاحي الجاري بحوالي 600 ألف قنطار بسبب الجفاف . و هو ما يفسر بتسويق اتحاد الفلاحين و حتى السلطات الولائية تخوفات من انخفاض المنتوج الزراعي إلى أدنى مستوياته أمام حالة الجفاف التي ميزت الموسم الفلاحي الجاري بالمنطقة، إلى حد طالب فيه الفلاحون باعتبار ولاية البرج ولاية منكوبة في محاولة للتقليل من حجم الخسائر خاصة فيما يتعلق بمحاصيل القمح و الشعير، حيث يتوقع أن ينخفض المنتوج خلال موسم الحصاد المقبل بحوالي 600 ألف قنطار مقارنة بالمواسم الفارطة أين تعدى المنتوج الإجمالي خلال العام الفارط المليون و 200 ألف قنطار، و هو ما يشير الى احتمال تراجع منتوج الولاية من قمح و شعير خلال موسم الحصاد و الدرس بنسب تتراوح بين 40 و 50 بالمائة، كتقييم أولي لواقع القطاع في وقت تشهد فيه المساحات المزروعة تأخرا في نمو المحصول بسبب الجفاف الذي مس معظم مناطق الولاية خاصة في الفترة الممتدة بين فيفري و مارس التي تعد أهم مرحلة لنمو محاصيل القمح و الشعير أين تحتاج إلى كميات معتبرة من المياه سواء مياه الأمطار في حال التبعية المناخية و نقص الأراضي المسقية كما هو الحال بولاية البرج، أو التوجه نحو الحواجز و السدود المائية لاستعمالها في سقي الاراضي و حقول القمح لمواجهة مشكل الجفاف و ما ينجر عنه من خسائر فادحة بين الفلاحين في ظل تراجع المنتوج . و تبقى ولاية برج بوعريريج تعتمد في العموم على ما تدره السماء من مياه لإنجاح الموسم الفلاحي، حيث تعتمد مصالح الفلاحة بالولاية على مياه الأمطار و الثلوج كأبرز معامل في تقييم توقعاتها لمحاصيل و منتوج المواسم الفلاحية، و هذا رغم توفر الولاية على مؤهلات كبيرة في المجال الزراعي من أراض خصبة و مجمعات مائية غير مستغلة، حيث تقدر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة حسب مديرية المصالح الفلاحية بحوالي 188 ألف هكتار منها 7 ألاف هكتار فقط مسقية و تستغل أغلب هذه الأراضي في زراعة الحبوب بمساحة اجمالية تصل إلى 113 ألف هكتار. و في تحليل لمديرية الري حول واقع الري الفلاحي تعترف أن الولاية تعاني من عجز كبير في هياكل و منشآت السقي، في وقت تتوفر على 06 حواجز مائية مخصصة للسقي بمناطق لشبور تكستار تيقودين موقري الحمادية و وادي الشعير تستعمل مياهها في سقي مساحة 800 هكتار إلى جانب استغلال المياه المصفاة على مستوى محطة التصفية بالبرج لسقي مساحة 150 هكتار من الأراضي الزراعية، فيما يعتمد الفلاحون ببقية المناطق على مياه الأبار و التنقيبات في عمليات السقي، منها أزيد من ألف نقب لسقي 1930 هكتار و 2744 بئر تقليدي بمختلف مناطق الولاية لسقي 473 هكتار إلى جانب 63 مجمع مائي تستغل في سقي مساحة إجمالية قدرها 6435 هكتار . ع/بوعبدالله