العازف الصغير أنيس بن شفرة يعكف على تسجيل ألبومه الأول يعكف الفنان أنيس بن شفرة الذي لم يتجاوز سنه 17 ربيعا ، على تسجيل ألبوم غنائي رفقة عناصر جمعية «القسنطينية»، يتضمن مقاطع من مختلف نوبات المالوف و الطابع الأندلسي . و يظل حلم هذا العازف الصغير على آلات الموندولين و الكمنجة و العود أن يطور أكثر فأكثر موهبته الموسيقية و يصبح موسيقيا متألقا و مطربا كبيرا في فن المالوف الذي يعشقه منذ الصغر. أنيس، ابن مدينة الجسور التي تزخر بالتراث الثقافي،المتوج بالجائزة الأولى في الطبعة الأولى للمهرجان الوطني للمالوف سنة 2007، أكد في لقاء بالنصر، بأن الموسيقى جزء لا يتجزأ من حياته اليومية وبالخصوص طابع المالوف الذي تخصص فيه و له مكانة خاصة في قلبه. عن بداياته، أوضح محدثنا بأن بداية قصة الحب بينه وبين الموسيقى كانت ببيته العائلي، عندما كان في السادسة من العمر، حيث كانت أنامله تداعب آلة «الموندولين»، فتعلم العزف عليها قبل أن يتعلم الكتابة، بتشجيع من شقيقه الأكبر الذي يقول بأنه أول من وجهه إلى هذا الفن. ظل أنيس عصاميا في الموسيقى و العزف إلى أن دخل في مرحلة التعلم الأكاديمي الجدي على يد الأستاذ رابح خطاط، الذي يعتبره المرشد والمعلم وصاحب الفضل عليه في كل ما يتقنه الآن ، حيث بدأ معه مسيرة التعلم في جمعية مقام، كعازف على آلة الكمنجة التي اكتشفها عن طريق معلمه و كان هدفه آنذاك محاكاة طريقته في العزف عليها. انتقل الفنان الصغير بعد ذلك إلى جمعية القسنطينية، تحت قيادة نفس الأستاذ ، و هذه المرة جلبت انتباهه آلة العود التي أعجب بها و باتت حلمه الأكبر، بل أصبحت تختزل كل ما يطمح إليه في المجال الموسيقي. شرح لنا أنيس بأنه يرغب في الإلمام بجميع أسرار العود العربي القسنطيني أو «جد العود»، كما يلقبه المختصون، والعود الشرقي الذي صار آلة موسيقية عربية وعالمية،فهو يسعى دائما إلى تنويع مشاربه الموسيقية من خلال الاستماع إلى مختلف الألوان الموسيقية ،حتى يتمكن من تكوين أسلوبه الخاص، ولكن مع التركيز على طابع المالوف قبل كل شيء. هذا ولم يخف الفنان الشاب رغبته في الغناء ، فهو يمتلك صوتا رائعا، كما وصفه العديد ممن استمعوا إليه في عدة حفلات شارك بها في إطار الجمعية التي ينتمي إليها،و لم يخف تحفظه قليلا في هذا الأمر، حيث يرى بأنه لا يزال هناك الكثير ليتعلمه قبل أن يخوض تجربة الغناء بشكل احترافي. و أضاف بأنه يحاول دائما تعلم المزيد لأنه يعتقد أن مسيرة التعلم لا تنتهي أبدا، وليس هنالك حدود عمرية للموسيقى، و قد سبق وأن فاز بجائزة لجنة التحكيم سنة 2007، خلال الطبعة الأولى من المهرجان الوطني للمالوف، بالإضافة إلى مشاركته كعازف ومغن في العديد من الجولات الفنية والمهرجانات ضمن الإطار الجمعوي والمدرسي. عن طموحاته، يقول أنيس بأنه يحلم بمواصلة دراساته العليا في مجال الموسيقى و دراسته النظامية فهو ، كما أكد ، يخصص دائما وقتا لدراسته التي يتفوق فيها رغم تعلقه الشديد بهوايته،حيث قال بأنه لا يملك إشكالا في تقسيم وقته بين المدرسة و الجمعية ، كما أن عائلته تشجعه على مواصلة دربه في المجالين اللذين يحاول أن يسخرهما لخدمة هدف واحد .و أشار إلى أنه يوافق أستاذه في أن الموسيقى يجب أن تمارس عن حب و يجب ألا تكرس لأغراض أخرى مثل الركض وراء المال و الشهرة.