خبراء يقللون من تبعات استغلال الغاز الصخري على البيئة والمياه الجوفية كشف خبراء في المجال الطاقوي، أن احتياطي الجزائر من الغاز الصخري يصنف ضمن العشرة الأوائل في العالم. ويقدر احتياطي الجزائر من المحروقات غير التقليدية القابلة للاستغلال ب 30 ألف مليار متر مكعب من الغاز و 10 ملايير برميل من البترول، وذلك حسب دراسات أجرتها سوناطراك وأكدتها مراكز بحوث أجنبية. أكد خبراء في مجال الطاقة، على ضرورة فتح نقاش وطني لاطلاع الرأي العام على المحروقات غير التقليدية وخاصة الغاز الصخري وطرق استغلاله، ويرى الخبراء بان المخاوف التي أثيرت في الفترة الأخيرة "مبالغ فيها" ولا تمت للحقيقة، وأكدوا بان تقنية التفتيت الهيدروليكي، مستخدمة حاليا تقريبا في كل الحقول النفطية المستغلة. وقللوا من الأخطار المرتبطة بذلك على غرار إمكانية تلوث المياه الجوفية. وتشير التقديرات التي قدمها خبراء خلال اليوم الإعلامي لفائدة الصحفيين، أمس بمقر وزارة الطاقة، بان الجزائر تمتلك احتياطي هام من المحروقات غير التقليدية، ويقدر حجم المحروقات القابلة للاستغلال ب 30 ألف مليار متر مكعب من الغاز و 10 ملايير برميل من البترول، وأكدوا بان الوزارة قامت بإعادة تحديد أنشطتها لاستغلال المحروقات، باعتماد إستراتيجية جديدة تسمح بتقييم المحروقات غير التقليدية بغية استغلالها مستقبلا. وتم انجاز عدة دراسات لصالح وكالة تثمين المحروقات "النفط" ، إضافة إلى الدراسات التي قامت بها شركة "سوناطراك" لتحديد احتياطي الجزائر من الغاز الصخري، في انتظار إطلاق عمليات مماثلة في مناطق غير مستغلة حاليا، للكشف عن حقول جديدة للمحروقات التقليدية في الجهة الغربية لولاية تيندوف والمناطق الشمالية. ويتيح القانون الجديد للمحروقات المعدل، إمكانية إبرام عقود استكشاف هجينة لإدماج المحروقات غير التقليدية، بحيث يمكن تمديد هذه العقود إلى 30 سنة بالنسبة للمحروقات السائلة و 40 سنة بالنسبة للغاز. كما قلل الخبراء من المخاوف التي أثيرت بشان استخدام تقنية التكسير الهيدروليكي، لاستخراج الغاز الصخري، وأشار خبير في المجال النفطي، بان هذه التقنية ليست جديدة بل تستعملها شركة "سوناطراك" منذ الستينيات، وتم تعميمها على كل الآبار المستغلة بداية من سنوات التسعينيات، على غرار حقل حاسي مسعود الذي يعد اكبر حقل بترولي في الجزائر، وقال الخبراء، بان التقنية تم استعمالها منذ عدة سنوات دون تسجيل أي كارثة بيئية في المنطقة. كون أن المياه المستعملة تخضع للمعالجة. وأوضح محمد قاصد، أن الدراسات التي قامت بها سوناطراك سمحت بتحديد 8 مناطق، منها حوض اليزي، و احنت قورارة الذي يعادل احتياطي الغاز الصخري بها 3 مرات حقل حاسي الرمل، إضافة إلى حوض رقان، موضحا بان احتياطي المحروقات القابلة للاستغلال تمثل ما بين 10 إلى 40 بالمائة من الاحتياطي الموجود، مشيرا بان الجزائر بإمكانها استغلال 21 ألف مليار متر مكعب من الغاز. ما يضع الجزائر في المرتبة الرابعة عالميا من حيث الاحتياطي القابل للاستغلال. وقلل بدوره من الأخطار المحتملة على المياه الجوفية، وقال بان المياه الجوفية متواجدة على مسافة 250 متر، فيما يصل عمق الآبار إلى 3600 متر ما يمنع دون تلوث المياه الجوفية، إضافة إلى التدابير الاحترازية التي يتم وضعها لمنع تسرب المياه المستخرجة لتكسير الصخور لاستخراج الغاز.بدورها أكدت الآنسة بن عبد المومن، بان كمية المياه المستعملة لاستخراج الغاز الصخري، لا تمثل أي تهديد بيئي، وقالت بان كمية المياه التي يتوجب استعمالها طيلة 30 سنة لاستخراج 100 مليار متر مكعب من الغاز، تعادل 1,2 مليار لتر، أي حجم المياه التي تتجدد سنويا في الحوض النوبي في الصحراء، مؤكدة بان استغلال الغاز الصخري لن يؤثر على مستوى المياه الجوفية في الصحراء.