تحضير فيلم يتحدث عن مساهمات الجزائريين في الثورتين المغربية والليبية كشف المخرج الوثائقي علي بلود عن مشروعه المتمثل في التحضير لفيلم وثائقي جديد، يتحدث عن مساهمات الجزائريين في الثورتين المغربية والليبية، موضحا بأن اختياره لهذا الفيلم جاء ليبرز مساهمات الجزائريين في العالمين العربي والإسلامي خلال الفترة الاستعمارية، فبالرغم من أن الجزائر كانت مستعمرة لكن اهتمامات شعبها لم تكن في محاربة المستعمر فقط، بل قدموا يد العون للأشقاء العرب والمسلمين وبصماتهم موجودة في كل من الثورتين المغربية والليبية. المخرج بلود أضاف في حديثه للنصر أمس، بأن هذا الفيلم الموجود قيد التحضير،و مدته ساعة ونصف ويتحدث عن مساهمات الجزائريين في الثورة المغربية مع عبد الكريم الخطابي، إلى جانب مساهمة الجزائريين مع الثورة الليبية مع القائد عمر المختار، كما سيتحدث في هذا الفيلم عن الزاوية السنوسية الجزائرية الأصل ،والتي تعود إلى ولاية مستغانم. تطرق المخرج من جانب آخر إلى الإخراج الوثائقي ،مشيرا إلى أن تجربته تمتد إلى 40 سنة، و قد جعلته هذه التجربة يتأكد بأن عمل المخرج الوثائقي أصعب بكثير من عمل المخرج الخيالي،حيث أن مخرج للنوع الأول يجب أن يكون مسيطرا على المادة التاريخية و يكون في مستوى المؤرخ، على عكس مخرج الأفلام الخيالية الذي تتحكم فيه المعطيات المتوفرة، و يؤدي الممثلون أدوارهم ويكون التركيب سهلا والمادة المتوفرة هي التي تتحكم في اللقطة. في حين يجد مخرج الفيلم الوثائقي صعوبات عديدة في الحصول على المادة ومنها صور الشخصيات الموجودة في الفيلم، مشيرا إلى أنه يلجأ في كثير من الحالات إلى الفنانين التشكيليين لرسم صور بعض الشخصيات، مثلما حدث له شخصيا مع شخصية عبد القادر حاج علي الذي بحث في أكثر من 400 صفحة بالجرائد ولم يعثر سوى على صورة واحدة لهذه الشخصية، ولم تكن صالحة لاستخدامها وما كان أمامه إلا الاستعانة بفنان تشكيلي لرسم هذه الشخصية. فيلم آخر أنجزه في نوفمبر الماضي بعنوان «اللقطات الفاصلة» حول ثورة التحرير ولجأ فيه إلى الخيال في بعض لقطاته ،بسبب عدم حصوله على بعض الصور . من الناحية التاريخية يؤكد بأنه يجب على المخرج أن يكون مطلعا على كل الفترات التاريخية ويكون في نفس مستوى المؤرخين، لكن رغم ذلك، يضيف نفس المتحدث، بأنه قد تعترضه صعوبات ومنها الحصول على الصور الكافية لعرضها في اللقطات، مشيرا إلى أن هذا العمل حصد الجائزة المغاربية الكبرى لأحسن فيلم بالنسبة للجمهور. وعن مساره يقول المخرج علي بلود بأنه بدأ حياته الفنية كمنتج، ثم تحول إلى مخرج وكانت له عدة أفلام في حماية البيئة ،كما كانت له عدة برامج في التلفزيون الجزائري حول الصحراء و القالة وغيرها، ثم انتقل إلى الفيلم الوثائقي نظرا لميله للتاريخ. كان ذلك منذ سنة 1973، و أضاف بأنه أنتج فيلما خياليا واحدا واستقر بعدها في عالم الأفلام الوثائقية ،مؤكدا بأنه وجد صعوبة في الفيلم الخيالي من الناحية المادية والإبداع . وعن أهم الأعمال التي أنجزها، أشار المخرج إلى إنتاجه لفيلم وثائقي حول معركة مكتة للأمير عبد القادر، وتحدث في هذا الفيلم عن إستراتيجية الأمير عبد القادر في الانتصار على الجيش الفرنسي في هذه المعركة. كما أنجز فيلما عن وهران ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا وأطلق عليه عنوان «الوجه الآخر لوهران» ،إلى جانب فيلم وثائقي بعنوان «إفريقيا من الظلمات إلى النور» الذي أنجزه بالتنسيق مع المخرج الأمين مرباح و قد تم عرضه في المهرجان الإفريقي الأخير في الجزائر ولقي صدى كبيرا وتم متابعته من طرف 40 وزيرا إفريقيا .