بعض الصحف تتخذ من إعطاء صورة سلبية عن البلد ''سجلا تجاريا'' كشف أمس وزير الاتصال حميد قرين عن تشكيل اللجنة المؤقتة الخاصة بإحصاء الصحافيين، التي سيتم تنصيبها قريبا وقال أن هذه اللجنة تتكون من أكثر من 10 صحافيين محترفين من دوي التجربة المهنية التي لا تقل عن 15 سنة على أن يترأسها إطار سام بالوزارة. وأوضح قرين أثناء تدخله خلال مراسم افتتاح ندوة إطارات الإذاعة الوطنية تحت شعار "رهانات الإذاعات الجهوية"، المنعقدة في مقر ولاية تيبازة بأن المهمة الأساسية لهذه اللجنة تتمثل في تحديد الصحفيين المحترفين في القطاعين العمومي والخاص، على أساس مقاييس محددة تمكنهم من الحصول على البطاقة المهنية الوطنية، وقال بأن عمل اللجنة سيتواصل على مدى عام كامل وربما في مدة أقل. وتعهد الوزير بالجعل من هدف الوصول إلى تكريس صحافة مهنية ومحترفة على رأس أولويات عمل قطاعه وقال '' لقد التزمت خلال أول زيارة ميدانية قمت بها إلى ولاية بشار بأن هدفي هو الوصول إلى تكريس صحافة وطنية محترفة لا تكذب ولا تقذف ولا تشتم الآخرين'' معربا عن يقينه بالوصول إلى تحقيق هذا الهدف قريبا عن طريق برامج التكوين الموجهة لأهل المهنة وللمسيرين. وأعرب وزير الاتصال بالمناسبة عن تفاؤله بالمستوى الذي وصل إليه مركز التكوين التابع للإذاعة الوطنية الذي زاره قبل انطلاق أشغال ندوة الإطارات وقال أن هذا المركز بلغ مستوى كبيرا في التأطير المتخصص. من جهة أخرى دعا وزير الاتصال إلى تعميق الرؤية الإستراتيجية المرتبطة بالعمل الإذاعي الجواري من أجل تمكين الإذاعات الجهوية من أن تلعب دورها في نشر الثقافة والقيم الجزائرية، والتعريف بكل المقومات الايجابية التي تزخر بها بلادنا، مؤكدا على ضرورة ربح رهان الاحترافية في العمل الإذاعي الجواري تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية وتوجيهاته التي تضمنها الرسالة التي بعث بها إلى الصحافيين مؤخرا، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. وأعطى الوزير بالمناسبة تعليماته لمديري المحطات الإذاعية الجهوية ال 48 الذين حضروا الندوة، حثهم فيها على ضرورة بسط ثقافة التفاؤل وحب الوطن من خلال العمل الإذاعي الجواري والحرص على إبراز كل الجوانب الإيجابية التي تحققت في مختلف القطاعات وفي مختلف جهات الوطن التي يتواجدون فيها سواء في جنوب البلاد أو في الشرق أو غرب أو وسط البلاد دون إغفال عن التطرق إلى المشاكل التي تعترض التنمية أو تلك التي تحول دون تحسين الإطار الحياتي للمواطن'' وقال '' يجب على كل إذاعة جهوية أن تبرز المنجزات والأعمال المحققة التي يسهر عليها كل رجال ونساء الوطن إلى جانب التركيز على إبراز ما تتوفر عليه كل جهة تتواجد بها إذاعة جهوية من طاقات ومواهب مبدعة وخلاقة ''، مشددا على ضرورة منح الفرصة للطاقات الشبانية من أجل إبراز مواهبها والقدرات التي تتمتع بها على المستوى المحلي والجهوي وعدم الاكتفاء بإبراز الطاقات والمواهب الوطنية المعروفة ''. وأعرب ممثل الحكومة عن يقينه بأن ثمة صحفيين جهويين محترفين ولديهم إرادة كبيرة على العمل وقدرة كبيرة على تقديم خدمة عمومية نوعية للمواطن والتأكيد له بأن الجزائر بلد صاعد ويتجه نحو الأمام'' مضيفا '' يجب على مهنيي العمل الإذاعي الجواري أن يعطوا المثل وأن يكونوا مثاليين في ممارسة عملهم''. وانتهز الوزير الفرصة لتوجيه انتقاداته للصحافة التي تعطي صورة سلبية عن البلد ليس لكون الاحترافية تنقصها – كما ذكر - وإنما لكونها تجعل من ذلك سجلا تجاريا وقال '' إن هناك بعض الصحف الخاصة التي لا تنقصها المهنية والاحتراف تجعل من إعطاء صورة سلبية عن مختلف المجالات سجلا تجاريا لها''، معربا عن أسفه بأن هذه الصورة السلبية التي تقدمه مثل هذه الصحف توصلت إلى بعث التوجس والخوف في نفوس بعض الممثلين الدبلوماسيين الأجانب القادمين إلى الجزائر، قبل أن يتأكدوا بأن الواقع مخالف تماما لما قرِأوه في بعض الصحف الجزائرية. على صعيد آخر وعد وزير الاتصال بالسعي لأجل حل كل مشاكل التي يعاني منها العاملون في الإذاعات الجهوية والعمل على وضع الأطر القانونية التي تؤطر العمل الإذاعي على غرار القانون الأساسي ودفتر شروط خاص بهذه المحطات، وطلب من المهنيين مواصلة العمل والاجتهاد في أداء مهامهم وقال '' لا يجب أن يعرقل العمل الإذاعي عدم وجود قانون أساسي أو دفتر شروط للمحطات الجهوية''. وفي رده عن سؤال للنصر عما إذا كان قطاع الاتصال ينوي فتح المزيد من مراكز التكوين الخاصة بالإذاعة قال قرين '' اعتقد أن مركز التكوين الحالي التابع للإذاعة الجزائرية بتيبازة كاف لتلبية الطلب الوطني لكنه في حالة الضرورة سنلجأ إلى إنشاء مركزين آخرين واحد في الجنوب وواحد في شرق البلاد''، مؤكدا في المقابل بأنه حريص على عدم تبديد المال العام في إنشاء المرافق دون أن يكون ثمة داع إليها. تجدر الإشارة إلى أن ندوة إطارات الإذاعة قد تميزت بمناقشة عدة مواضيع تخص الإذاعات الجوارية حيث تم في هذا السياق، تقديم محاضرة حول "الإذاعة الجوارية في خدمة التنمية" و محاضرة أخرى حول " دور الإذاعة الجوارية في مجال الحوار الاجتماعي و تسيير النزاعات و الكوارث الطبيعية"، فضلا عن تقديم مداخلتين أخريين حول " الإذاعة الجوارية ،أحد عوامل الاستقرار و السلم الاجتماعي"، و " دور الإذاعة الجوارية في دعم برامج التنمية الإنسانية". كما ناقش المشاركون في ذات الندوة إطارات مواضيع تتعلق "بدور الإذاعات الجوارية في ترقية الثقافة البيئية" و "أرشيف الإذاعة الجزائرية في خدمة حفظ الذاكرة الجماعية" كما كان لموضوع تثمين الموارد البشرية للإذاعة الجزائرية و تكوينها حظا من الدراسة أيضا.