اليمين المتطرف يحول فرحة الجزائريين بالخضر إلى أزمة أمنية بفرنسا حاول اليمين المتطرف في فرنسا والمتعاطفون مع أفكاره استغلال فرصة الاحتفالات بفوز الخضر على كوريا الجنوبيةبباريس ومدن فرنسية أخرى لخلق جدل حول ما يسميه بالخطر المترتب عن المهاجرين ونشر الرعب بالحديث عن أعمال حرق وتخريب واسعة النطاق حركها محتفلون من أصول جزائرية. لم تمر لحظات على خروج الجزائرين المتواجدين بفرنسا للاحتفال بالفوز بالطرق الحماسية المعروفة إلا وتحركت آلة الدعاية المضادة والترويج لإشعاعات حول أحداث حرق وتخريب، بنشر تغريدات على تويتر عن أخبار ملفقة وعن وقوع باريس وليون ومدن أخرى تحت تأثير الفوضى، وكان أكثر خبر مثارا للجدل ذلك المتعلق بحرق كنيسة في حي يوصف بالحساس بمدينة ليون على أيدي مناصرين جزائريين مع تداول صور عن أحداث قديمة منها ما يعود إلى 2006 على أنها تبعات لخروج الجزائريين فرحا، وأخرى تبدو غير منطقية و لا علاقة لها بالموضوع وفق ما ورد في جريدة le nouvel observateur التي نشرت موضوعا مطولا في نسختها الإلكترونية ليوم أمس تحت عنوان «فوز الجزائر خدعة اليمين المتطرف»، أوردت فيه نماذج عن الصور الملفقة والتضليل الذي لجأ إليه مناضلو هذا التيار والموالون له لتأليب الرأي العام الفرنسي على المهاجرين، وقد أورد الموقع بالأدلة نشر صور في حسابات أسماء من الجبهة الوطنية اعتبرها تمويها حقيقيا مستدلا بشهادات فرنسيين من مناطق وصفت بالمضطربة تناقض الروايات المتداولة لكن التعاطي مع الموضوع وردود الأفعال عكست الموجة العنصرية المتفشية في الفترة الأخيرة، حيث تعاملت فئات كثيرة مع الأمر على أنها حقيقة وتعالت دعوات التخلص من عبء المهاجرين. وإن لم تخلو احتفالات الجزائريين والعرب بفرنسا من أحداث ناتجة عن التزاحم كتكسير زجاج السيارات فإن التضخيم بدا واضحا في تغريدات أشخاص عاديين وسياسيين على رأسهم حفيدة لوبان «ماريون ماريشان لوبان» التي قالت في حسابها الرسمي للجبهة الوطنية» الأحداث المحيطة بفوز الجزائر فشل لسياسة الإدماج التي اتبعها إتحاد اليمين واليسار بفرنسا». وقال «فلوريو فليبو» العضو البارز في التيار المتطرف متهكما» لا يحدث شيئا هذا المساء يمكنكم النوم في هدوء» ، وبدا «جوليا سونشيز» منسق جهوي بنفس الحزب، أكثر عدائية في التغريدة التي نشرها الموقع الفرنسي حيث قال" بكل أرجاء فرنسا الفرنسيون يدركون هذا المساء أهمية ظاهرة الهجرة.. توقفوا عن التساهل" وورد في تغريدة أخرى للعضو "يووان جيلي" عبارة أكثر عنصرية " أتألم لأجل فرنسا"، بينما قال عضو اللجنة المركزية لحزب لوبان، "بيار شيني" منتقدا الصحافة " الصحفيون ينامون باكرا سيما في ليالي المقابلات مع الجزائر" وصب أكثر من تعليق لوجوه وأسماء معروفة من التيار في اتجاه اتهام الصحافة بالتعتيم لصالح الجزائريين فقط لأنها لم تهول الأمر ولم تورد أخبارا عن اضطرابات سببها الجزائريون. وقد تطرقت جريدة "لوفيغارو» لإشكالية امتداد الاحتفالات بالفريق الوطني لكرة القدم إلى المغتربين بمحاولة إيجاد تفسير علمي بعيدا عن اللهجة العنصرية بالاستعانة بمختص من معهد الدراسات والأبحاث في الدول المسلمة والعربية الذي يرى أن الأمر طبيعي كون المغتربين يرتبطون بأصولهم وتطرق إلى وجود مشاكل في الضواحي تخلق لدى المغتربين حالة من الجنوح إلى العنف في ظروف معينة وتجعلهم أكثر تعلقا بكل ما يرمز لجذورهم، لكنه يرى أنها ليست ظاهرة يختص بها المهاجرون من أصول جزائرية فقط. و تتزامن موجة العداء ضد المهاجرين في أوساط اليمين المتطرف وعودة قوية لهذا التيار الذي يرفض ظاهرة الهجرة في الخريطة السياسية لأوروبا بعد أن حصد نسبة غير متوقعة من المقاعد في فترة تتسم بأزمة اقتصادية ضربت دول أوروبية عديدة.