خبز ممزوج بنكهة الخضر و التوابل لإرضاء شهية الصائمين لطالما اشتهرت قسنطينة عن باقي ولايات الوطن بأنواع الخبز المحلي الذي يصنع استثناء في مخابزها كخبز الدار و خبز الفوقاص و خبز الشعير ، غير أن هذه المخابز عرفت خلال السنوات الأخيرة توجها جديدا في صناعتها وتحديدا خلال شهر رمضان،حيث باتت تعتمد على وصفات و نكهات جديدة لإرضاء شهية الصائمين، أحدثها مزج بعض الخضر مثل القرع و البصل و الفلفل الطازج و الطماطم مع عجين الخبز لإضفاء مذاق خاص عليه. هذا التنوع بدأ مع عرض أنواع من الخبز تعتمد على التوابل و الزيتون و حتى زيت الزيتون بمجموعة من المخابز اكتسبت شهرة من خلال تميزها بهذه الأنواع على غرار مخبزتي المنظر الجميل و حي كوحيل لخضر اللتين ارتبط إسميهما عند القسنطينين بالجودة و التنوع . في حين عمدت مخابز أخرى إلى استحداث أنواع و وصفات أخرى تعتمد على مكونات غير معهودة في صناعة الخبز ،اقتداء بالمدرسة الفرنسية التي تعتبر صناعة هذه المادة و استهلاكها فنا ،كما علق عمي الطاهر بو خزرة ،صاحب إحدى المخابز المتواجدة على مستوى بلدية ابن زياد والتي تنفرد بصناعة أزيد من 50 نوعا من الخبز منها ما يستخدم فيه التوابل و البهارات و منها ما يصنع بالزيتون و الينسون ، بالإضافة إلى أنواع أخرى تحضر، حسب الطلب، كخبز الفلفل و القرع و البصل و الطماطم ،بالإضافة إلى خبز بذر الكتان أي "زريعة البسباس"و الزبيب و غيرها. و تعرف هذه الأنواع ،حسب المتحدث ،إقبالا كبيرا خصوصا خلال شهر رمضان الكريم ، فالعديد من عشاق الخبز يأتون خصيصا من أحياء ومناطق عديدة للتمتع برائحته الزكية قبل تذوقه وذلك لتنوع مكوناته و جمالية شكله فهذا الخبز كما أخبرنا عمي الطاهر يأكل بالعين أولا. يكمن السر وراء تميز ما تصنعه هذه المخابز دون غيرها، كما أخبرنا عمي الطاهر، في أن صناعته بالنسبة لأصحابها تعد تقليدا متوارثا، مؤكدا للنصر بأن وصفات تحضيره تورث من الآباء إلى الأبناء تماما كما تورث المخابز نفسها . كما أضاف بأنه يعتمد دائما على تجديد الوصفات و عدم التوقف عند صناعة النموذج العادي و البسيط الذي يتم بيعه في كل مكان ، لأنه يؤمن بتنوع الأذواق وبأن الخبز مادة أساسية و مكونا رئيسيا على موائد الجزائريين عموما و القسنطينيين على وجه الخصوص. محدثنا أشار إلى أن جهوده في تطوير صناعة الخبز و الوصول بها إلى مستوى الخبز الفرنسي، سمحت له بافتكاك المرتبة الثالثة وطنيا خلال مشاركته في مسابقة لصناعة الخبز و الحلويات نظمت بالعاصمة سنة 2013، فيما حل الأول على المستوى الجهوي هذا العام وهي نتائج ،قال لنا، بأنها زادت من تصميمه على الرقي بهذه الصناعة مع الحفاظ على الأنواع العريقة للخبز القسنطيني التي أكد بأن لها زبائن أوفياء يطلبونها كل شهر رمضان. هذا وقد برز مؤخرا نوع جديد من الخبز العادي المحسن ،تتم صناعته من خليط خاص يتكون من 70 بالمائة من مادة الطحين أي الفرينة و 30 بالمائة سميد ، تمت تجربته لأول مرة في قسنطينة قبل أن تعمم التجربة على باقي ولايات الوطن ،حيث تقتصر صناعته على مخبزتبن فقط بكل مدينة للتأكد من نجاحه تجاريا حسب ما أوضحه السيد عبد العزيز بوقرن رئيس اتحاد التجار بقسنطينة، مشيرا إلى أنه نوع جديد ولد بمخابز عاصمة الشرق ليكون مستقبل صناعة الخبز بالجزائر. من جهة ثانية فإن العديد من المخابز تعمد طيلة السنة و بالأخص خلال الشهر الكريم إلى صناعة أنواع خاصة من الخبز للمرضى كالخبز المنقوص الملح المخصص لمرضى ضغط الدم و القلب، كما أنها أصبحت مؤخرا تنوع في المواد الأولية لتخرج بأنواع جديدة تكون مناسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الهضم، تتميز بأنها لينة أكثر و صافية تخفف فيها مكونات معينة و تضاف إليها أخرى لتلبي كافة الأذواق و تسمح للجميع بالاستمتاع بالطعم المميز للخبز.