البرازيل --- هولندا صراع بين جريحين والمرتبة الثالثة لإنقاذ ماء الوجه يواجه سهرة اليوم مستضيف مونديال 2014 المنتخب البرازيلي، نظيره الهولندي بملعب مانيه غارينشا الوطني ببرازيليا، في مباراة شرفية من أجل إحراز المرتبة الثالثة، لإنقاذ ماء الوجه، وسط حالة من الإحباط النفسي والحسرة لأن كلاهما لا يرغب في خوضها، بالنظر لخيبة الأمل الكبيرة، بعدما كانا يطمحان للظفر بالتاج العالمي. فمنتخب بلد السامبا كان يمني النفس بتدارك خيبة عام 1950 أين خسر النهائي على أرضه أمام الأوروغواي، فيما كانت تطمح هولندا لتعويض إخفاقها في دورة 2010 بجنوب إفريقيا، حين ضيعت اللقب العالمي الأول في تاريخها أمام إسبانيا، بهدف قاتل لأندرياس إنييستا، قبل دقائق معدودة من نهاية الشوط الإضافي الثاني. مدرب المنتخب البرتقالي فان غال، أبدى رغبته في إلغاء المقابلة الترتيبية، كونها كما قال- تؤثر سلبيا على اللاعبين: "اعتقد انه لا يجب أن تقام هذه المباراة التي تشكل تحديا للمنتخبين الخاسرين في نصف النهائي. بكل تأكيد الفريقين غير محفزين لخوضها، سيما إذا كان الأمر يتعلق بمنتخبين بحجم هولنداوالبرازيل". وواصل فان غال متحدثا بحسرة كبيرة: "لقد رددت طلب إلغاء مباراة المركز الثالث على غرار كأس أوروبا منذ 10 سنوات، لكن اليوم نجد أنفسنا مضطرين لخوض هذه المباراة، كما أننا نملك يوما راحة أقل من أجل استعادة لياقتنا وهو أمر غير عادل. قبل 15 عاما قلت بأنه لا يجب إجبار اللاعبين على خوض مباراة على المركزين الثالث والرابع، لأنه لا يهم سوى غاية واحدة وهي أن تصبح بطلا". حسرة الطواحن قابلتها كارثة برازيلية بالخسارة التاريخية لتشكيلة سكولاري أمام ألمانيا (7 /1) فالبرازيليون مضطرون الآن لتجاوز هذه الصدمة المعنوية "المحطمة"، قصد خوض مباراة المرتبة الثالثة وهم يدركون بأنها ستزيد من حدة غضب جماهيرهم في حالة عجزهم عن تحقيق الفوز. سكولاري اعترف بصعوبة مواجهة جمهور غاضب وثائر، كان يتطلع لتعويض ما فاته سنة 1950، مشيرا إلى أنه سيسعى لاجتياز الكارثة الوطنية، قبل اتخاذ قراره بخصوص مستقبله مع منتخب السامبا: "شخصيا لن أتحدث مع إدارة الاتحاد البرازيلي لتحديد موقفي إلا بعد مقابلة اليوم. أعلم أن الجميع يشعر بالمرارة والخزي لكن الحياة تستمر". مباراة اليوم ورغم طابعها الشكلي، إلا أنها ثأرية بالنسبة للبرازيل، بعد أن خرج من الدور ربع النهائي لمونديال 2010 أمام هولندا (2/1). المنتخبان التقيا في 3 مناسبات أخرى خلال النهائيات، الأولى عام 1974 حين فازت هولندا (2/0) في الدور الثاني، والثانية سنة 1994 حين تغلب البرازيل (3/2) في الدور ربع النهائي، والثالثة عام 1998 أين فاز البرازيل في نصف النهائي بركلات الترجيح بعد تعادلهما (1/1) في الوقتين الأصلي والإضافي. كما التقى الطرفان في 7 مباريات ودية، فازت البرازيل باثنتين منها، وهولندا بواحدة وتعادلا في 4. ويخشى المتتبعون أن تكون العواقب وخيمة بوجود سكولاري في حال ضياع البرازيل المركز الثالث، بالنظر للأجواء المكهربة التي ما زالت تلقي بظلالها عقب لقاء ألمانيا، والتخوف من عودة المظاهرات ومعها غضب الجمهور حيال اللاعبين والدورة بأكملها، بعدما أنفقت الحكومة 11 مليار دولار على استضافة هذا الحدث. هذا ومن المتوقع أن يحدث سكولاري بعض التغييرات على التشكيلة، حيث ينتظر أن يجلس برنارد مجددا على مقعد البدلاء، وكذلك دانتي الذي بدا وكأنه لاعب هاو في منصب قلب دفاع، بمواجهة رفاق الدرب في بايرن ميونيخ، خصوصا مع عودة القائد تياغو سيلفا الذي غاب عن مباراة الثلاثاء بسبب العقوبة. م مداني