تكثيف الخرجات الميدانية لمراقبة نشاط المحاجر و مدى مطابقتها لدفاتر الشروط بالبرج كشفت مديرية البيئة بولاية برج بوعريريج، عن تكثيف برنامج فرق الرقابة و الخرجات الميدانية التي تقوم بها اللجان المكلفة بمتابعة و مراقبة نشاط المحاجر المنتشرة عبر اقليم الولاية و التي يزيد عددها عن 45 محجرة، بعد تزايد شكاوي المواطنين من التجاوزات و عدم احترام دفاتر الشروط و القوانين المنظمة للنشاط من قبل أصحاب المحاجر، خصوصا ما تعلق منها بالتأثير السلبي على البيئة و كذا استعمال المتفجرات في المناطق الصخرية بقوة مضاعفة عن تلك المحددة في دفاتر الشروط . ويتواصل عمل هذه اللجان المشكلة من مهندسين و تقنيين بشكل دائم لمتابعة و مراقبة نشاط المحاجر و مدى احترام أصحابها لدفاتر الشروط و القرارات و القوانين التي تحدد الشروط الواجب اتباعها في العمل لاستغلال المحاجر، و مراقبة الفرق المكلفة باستعمال المتفجرات و المراقبة الدائمة لنقل مادة «الديناميت « المستعملة في تفجير الكتل الصخرية، إلى جانب المتابعة المستمرة لاستعمال المصافي و أليات الحد من انتشار الغبار للحد من التلوث البيئي عبر المناطق التي تتواجد بها ورشات المحاجر و المنتشرة بكثرة في بلديات العش بليمور المنصورة المهير. وزيادة على المحاجر التي تستغل في استخراج مادة الحصى المستعملة في ورشات البناء و الأشغال العمومية و الطرقات، شهدت ولاية برج بوعريريج خلال السنوات الفارطة موازاة مع التزايد الكبير في فتح ورشات صناعة مواد البناء على غرار الأجر و القرميد و البلاط انتشارا كبيرا للمحاجر عبر مختلف بلديات الولاية، و ذلك لاستخراج المواد الاولية المستغلة في تصنيع مواد البناء، و صاحب هذا التزايد في عدد المحاجر زيادة الضغط على لجان التفتيش على مستوى مديرية البيئة، في ظل الارتفاع الكبير لعدد شكاوي المواطنين و السكان القاطنين بالقرى و التجمعات السكانية القريبة من ورشات استخراج المواد الأولية و كذا ورشات تفتيت الحصى و صناعة مواد البناء. و بينما كانت ترتكز شكاوي المواطنين على الاستعمال المفرط للمواد المتفجرة و عدم احترام دفاتر الشروط المقيدة لطبيعة النشاط و حماية البيئة من التلوث، لما تشكله من مخاطر على صحة السكان أمام الانتشار الكبير للغبار بمحيطها و كذا دوي المتفجرات الذي يصل صداه حتى البيوت ما تسبب بحسب شكاوي مواطنين ببلديات العش و بليمور و المهير إلى تصدع جدران المنازل الهشة إلى جانب خزانات تجميع المياه المتواجدة بالأماكن القريبة، زادت حدة الاستياء مؤخرا مع التزايد الكبير في عدد المحاجر و توسطها للتجمعات السكانية من تأثير أليات الشحن و النقل الثقيلة على الطرقات و المسالك الريفية خاصة بعد استفادة عدد من القرى المجاورة لهذه المحاجر من مشاريع لتعبيد و تهيئة الطرقات، ما أدى في الكثير من المرات الى الاحتجاج عن تدهور وضعية الطرقات جراء التنقل اليومي للشاحنات المعبأة بالمواد الأولية و كذا الأليات الثقيلة، الأمر الذي دفع بالعديد من المستثمرين و أصحاب المحاجر إلى انجاز طرق فرعية أو تكفلهم بتعبيد أجزاء الطرق المتضررة على غرار ما حدث بمنطقة بونشادة الصرا و لعوينات التابعة لبلدية مجانة بعد خروج المواطنين في احتجاج على أصحاب المحاجر و ورشات استخراج المواد الأولية المستغلة في صناعة مادة الأجر . من جانبهم عبر ملاك المحاجر في يوم دراسي أقيم بولاية البرج مؤخرا، عن تخوفهم من انعدام الإطار القانوني الذي يحمي المستثمرين الخواص في هذا المجال، و التعاطي بسهولة في اتخاذ قرارات غلق محاجر الخواص رغم وجود دفاتر شروط محددة للنشاط ، ما أدى إلى تكبدهم لخسائر كبيرة ضاعفت من متاعبهم في تسوية وضعيتهم مع البنوك و كذا المشاكل الناجمة عن تسديد حقوق الضرائب و التقويم الضريبي .