«البوركيني»ينافس المايوهات العادية و يستقطب اهتمام النساء غير المحجبات ينافس «البوركيني»لباس السباحة المخصص للمحجبات، المايوهات العادية بالكثير من محلات بيع أغراض و إكسسوارات الصيف بقسنطينة منذ مدة، بعد أن كثر عليه الإقبال من قبل هاويات السباحة حتى غير المحجبات. العديد من النساء وجدن في «البوركيني» بدلة العوم المصممة عام 2003 من قبل الأسترالية ذات الأصل اللبناني أهيدا زانيتي، ما يلبي أذواقهن و يحقق رغبتهن في السباحة بارتياحية، فلجأن إلى استيراده من تركيا و تونس طيلة سنوات، قبل أن تغرق السوق المحلية بالسلع المقلّدة من جهة و المستوردة من جهة أخرى، لتضاعف فرص اختيار الأجود و الأجمل. و قد تحوّلت الشواطئ الجزائرية في السنوات الأخيرة إلى شبه ساحة عرض للأزياء البحرية النسائية بفضل بهرجة الألوان و تنوّع التصاميم، بعد تبني أغلبية المحجبات لهذا النوع من البدلات، و التخلي عن عادة السباحة بالفساتين و الملابس العادية التي تصعب معها الحركة بعد تبلّلها بماء البحر. و عن سر الإقبال المتزايد على البوركيني المطاطي الذي يغطي كامل الجسم ما عدا الوجه و اليدين و القدمين، قالت بعض من تحدثنا إليهن بأنهن وجدن فيه ما يحفظ حياءهن مثلما ذكرت إحدى المصطافات ببلدية شطايبي بعنابة، آسرة بأنها منذ اقتنائها البوركيني باتت تسبح بكل حرية و تخلّصت من انتقادات زوجها الرافض للمايوهات الكلاسيكية. و اعتبرت سيدة أخرى أن «مايوه المحجبات»ساهم إلى حد كبير في التخلّص من عادة السباحة بالملابس التي لا تليق للسباحة كالفساتين الطويلة السراويل مع القمصان و التي تشوّه عادة المنظر العام للشاطئ. و خلال جولة بين محلات بيع الألبسة الرياضية و اكسسوارات الصيف، أكد لنا عدد من التجار تضاعف الإقبال على البوركيني، بشكل فاق كل التوقعات، الشيء الذي شجع الكثيرين على التخصص في تسويقه. و ذكر التاجر مختار بالمدينة الجديدة علي منجلي بأنهم لم يعودوا في حاجة لاستيراد البوركيني من الخارج، بعد تزايد عدد ورشات الخياطة المتخصصة في تصميم هذا النوع من اللباس البحري. و أكد مروان تاجر بحي بلوزداد سرعة نفاذ سلعهم في بداية موسم الاصطياف، لكثرة الطلب عليها من مختلف الفئات و المقاسات، مسترسلا بأن أغلب الزبونات التصاميم الجديدة و التي تتميّز بتعدد قطع المايوه بعد أن كانت مجرّد بدلة متكونة من سروال و تنورة يصل طولها إلى الركبتين. أما اليوم فقد أضيفت له «بديهات» برقبات عالية، تلبس تحت التنورات المفتوحة بالإضافة إلى التنّوع الكبير في أشكال القلنسوات التي خرجت عن شكلها المعتاد الشبيه ببدلة الغواصين. و أجمعت بعض من تحدثنا إليهن بأن التصاميم الحديثة أكثر أناقة من تلك التي ظهرت في بداية انتشار هذا النوع من المايوهات، حيث بات هناك تنوّع كبير و حرية أكبر في اختيار الألوان و التصاميم بما يتوافق و أذواق الزبونات. البوركيني الرياضي أكثر إغراء و إذا كانت الأغلبية تبحثن عما يوّفر لهن السباحة بارتياحية، فإن ثمة من تهتممن بأناقتهن فتجدهن يلجأن لمحلات بيع البدلات الرياضية بحثا عن الماركات المعروفة و لا تترددن عن دفع أموالا طائلة من أجل اقتناء بدلات أكثر جمالا و إغراء في نظرهن، مثلما ذكرت الزبونة أحلام التي التقينا بها بإحدى المحلات بوسط المدينة، و التي قالت بأنها تفضل ارتداء أزياء مميّزة و ترفض الظهور بنفس التصاميم المألوفة، آسرة بأنها اضطرت لدفع أكثر من 7000دج مقابل الحصول على بوركيني يحمل علامة «آديداس»، و اعترفت بأنها ليست متأكدة إن كانت العلامة التجارية حقيقية أو مقلّدة، لأن أكثر ما يهمها حسبها هو اختلافه عن التصاميم الرائجة بباقي المحلات. و تتراوح أسعار البوركيني عادة بين 2500 و 3500 دج، أما المستوردة فيصل سعرها إلى 10آلاف دج حسب أحد الباعة الذي قال أن التجارة في مثل هذه السلع مربحة في موسم الصيف. و ذكر تاجر آخر بأن سر جودة البوركيني تكمن في جودة قماشه السريع الجفاف و الذي لا يلتصق بالجسم و لا يكشف مفاتن الجسم.