نقص في الحليب و الخبز و غياب لوسائل النقل يومي العيد سجلت مختلف المدن الكبرى في يومي العيد نقصا واضحا في مادتي الخبز و الحليب و قلة في وسائل النقل العمومي، و اقتنى المواطنون السلع الغذائية الأساسية بأضعاف ثمنها في العديد من المناطق الوطن، ففي قسنطينة لم يلتزم عدد من التجار و الخبازين بالمناوبة يومي عيد الأضحى بولاية قسنطينة، كما سجل تضاعف في الطلب على الخبز ما أحدث نقصا في هذه المادة، في وقت تأخر توزيع حليب الأكياس ببعض النقاط نتيجة تدافع الموزعين بملبنة "نوميديا". بينما سجل غياب شبه تام لوسائل النقل خاصة ما بين المدن داخل قسنطينة و ما بين الولايات. و قد لوحظ في اليوم الأول من عيد الأضحى غلق العديد من المحلات و المخابز أبوابها طيلة النهار بالعديد من أحياء الولاية، و هو وضع كان أقل حدة في اليوم الثاني، بحيث التزم التجار بممارسة نشاطهم منذ حوالي منتصف النهار، كما فتحت المخابز المناوبة أبوابها رغم نفاذ كميات الخبز في ساعات مبكرة و هو ما تسبب في تشكل طوابير طويلة للمواطنين، الذين اضطر الكثير منهم للجوء إلى الباعة الفوضويين. الأمين الولائي لاتحاد التجار بقسنطينة قال بأن 83 مخبرة ناوبت أول أيام عيد الأضحى و التزمت 86 بالفتح في اليوم الثاني، و هو ما يعني، حسبه، أن أغلب الخبازين المناوبين التزموا بممارسة النشاط، لكنه اعترف بتسجيل نقص في هذه المادة بسبب كثرة الطلب عليها مقارنة بالأعوام الماضية، بحيث قدم مثالا عن مخابز باعت أزيد من قنطارين من الخبر صبيحة العيد فقط، بينما كانت نصف هذه الكمية تكفي ليوم كامل. من جهة أخرى تأخر توزيع حليب الأكياس بالعديد من أحياء قسنطينة يوم أمس، و ذلك بسبب تدافع الموزعين على ملبنة "نوميديا" من أجل الحصول على الحليب باكرا و إيصاله للمحلات بسرعة، و قد أدى هذا التدافع إلى عرقلة عملية التوزيع لساعات، و إحداث نقص في هذه المادة الضرورية في الفترة الصباحية، ما اضطر المواطنين للجوء إلى حليب البودرة، قبل أن يتم التحكم في الوضع. في سطيف أدى تهافت المواطنين يومي عيد الأضحى إلى ندرة في الحليب والخبز، موازاة مع عدم التزام بعض التجار وأصحاب المخابز بالمداومة التي دعت إلى تطبيقها مصالح مديرية التجارة، وعدم احترام المداومة أيضا من طرف الناقلين الخواص وأصحاب سيارات الأجرة. أما فيما يخص الشق المتعلق بالنظافة فقد سطرت مصالح البلدية برنامجا تضمن مداومات عمال النظافة يومي العيد جعل المدينة تتخلص من الفضلات. حسب مصالح مديرية التجارة فقد قامت بإصدار العشرات من قرارات التسخير لأصحاب محلات المواد الغذائية وأصحاب المخابز، وقد تم تسليمها لهم بحر الأسبوع الفارط ، مع تسخير مصنعين لإنتاج الحليب من أجل ضمان التزود بهذه المادة. أما في مجال النقل الحضري والشبه حضري فقد عرفت بعض الخطوط نقصا فادحا على غرار تلك تربط بين عاصمة الولاية وبعض الدوائر والبلديات الكبرى مثل عين ولمان، عين آزال، بوقاعة وعين الكبيرة. و عرفت ولاية عنابة خلال يومي العيد استجابة محتشمة للتجار المناوبين، حي شهدت أسعار بعض المواد ارتفاعا ملحوظا بسبب الندرة ومضاربة تجار الأرصفة على غرار الخبز الذي تجاوز سعره 30 دج بسبب خروج اغلب المخابز في عطلة، لعدم توفر اليد العاملة، في حين ضمنت بعض المخابز الحد الأدنى من الخدمة، بطاقة إنتاج محدودة، استجابة لدعوة مديرية التجارة لتوفير هذه المادة الواسعة الاستهلاك، وفق الإمكانيات الموجودة. كشفت جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى عدد من الأسواق والمحال التجارية على غرار سوق الحطاب و شارع « رحبة الزرع « و « مرشي الحوت» خروج أغلب التجار في عطلة، حيث سجلت ندرة كبيرة خاصة في الخضر والفواكه التي ارتفعت أسعارها بنسبة 30 بالمائة على غرار مادة البطاطا، والبصل. و في تيزي وزو اصطدم المواطنون بمحدودية الخدمات التي اعتادوا عليها سابقا، إذ شهدت مختلف الأحياء في عاصمة الولاية والمناطق الحضرية توقف شبه كلي للحركة التجارية خصوصا في اليوم الأول من العيد ولم تبلغ نسبة استجابة التجار لتعليمة مديرية التجارة بالولاية سوى 30 بالمئة، و هو ما أثار حفيظة المواطنين الذين لم يتمكنوا من قضاء حاجياتهم من مواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع كمادة الحليب. الانعدام الشبه كلي لوسائل النقل شل حركة التنقل، إذ وحسب ما وقفنا عليه خلال اليوم الأوّل عبر العديد من محطات نقل المسافرين على غرار المحطة الجديدة متعددة الخدمات لبوهينون ومحطّة واد عيسي وجود طوابير طويلةمن المواطنين خاصة المتوجّهين إلى بلديات ذراع الميزان، بوغني، عزازقة، مقلع، فريقات، معاتقة، تيزي راشد وغيرها. و شهدت مدينة القل في اليوم الأول من العيد ندرة حادة في مادة الخبر بسبب توقف المخابز عن العمل وعدم وجود برنامج خاص بالمناوبة، و اغتنم بعض التجار الفرصة للمضاربة حيث صار الخبز العادي ب 20دج. و على العكس من ذلك قضى سكان وهران يومي عيد الأضحى المبارك في أجواء جيدة بفضل توفر المستلزمات التي يكثر الطلب عليها وهي الخبز حيث ضمنت 180 مخبزة المداومة خاصة في الصباح، وقد تهافت المواطنون على المخابز قبل صلاة العيد لدرجة تشكل طوابير عند بعضها. لكنهم وجدوا صعوبات في التنقل بسبب غياب الحافلات و سيارات الأجرة و بقي الترامواي فقط وسيلة النقل المتاحة. ياسمين.ب/المراسلون