جمعية كافل اليتيم تستثمر في "الهيدورة" لفائدة الأيتام و الفقراء تمكنت جمعية كافل اليتيم بعين الدفلى من جمع أزيد من ألفي بطانة خروف أو ما يسمى محليا بالهيدورة، استنادا لتقييم أولي، و ستعود مداخيلها بالنفع على فئة الأيتام والأرامل. تأتي هذه العملية التضامنية من أجل الحصول على دعم مالي إضافي لجمعية كافل اليتيم، لمساعدة هذه الفئة المحرومة ،على مدار السنة، حيث تعاقدت مع أحد الخواص الذي يتولى نقلها إلى مصانع الدباغة و الجلود بالمدية،وقد هب الجميع إلى تقديم بطانة الصوف، أو الهيدورة ،إلى أفراد الجمعية عبر شاحنات خصصت لهذا الغرض. تم في اليوم الأول جمع أزيد من ألفي «هيدورة «،وفق ما أكده رابح جهيد، رئيس المكتب البلدي لذات الجمعية، و لم تقتصر العملية على ذلك ،بل تعدتها إلى جمع مئات الكيلوغرامات من اللحم، وضعت بأماكن محددة بمحلات الجزارة، التي تتوفر على وسائل التبريد اللازمة، على أمل توزيعها على الأيتام و الأرامل، وقد شهدت العملية هبة واسعة من طرف المحسنين و المواطنين، حسب طاقاتهم وإمكانياتهم، لإنجاح هذه العملية التي تعتبر الأولى من نوعها بالولاية، في سياق مجمل النشاطات الخيرية لهذه الجمعية التي تأسست منذ سنتين فقط، وتطمح لتوسيع دائرة فروعها عبر كامل البلديات . وتخلق مهنة جمع الجلود برأي الكثير من المواطنين دورة اقتصادية هامة،،خصوصا أيام العيد الأضحى المبارك، تعود بالنفع على الفئات الهشة بالمجتمع ، لاسيما الفقراء و الأيتام. يقول محمد. ن ، أحد المتطوعين في هذه المبادرة، بدل رمي «الهيدورة « في المزابل العمومية أو على قارعة الطرقات . علما بأن اغلب العائلات تخلت في السنوات القليلة الماضية عن استعمالها ،نظرا لتوفر وغزو مواد النسيج للأسواق الوطنية من مختلف الأنواع و الأحجام ،وبماركات عالمية، وقد حصلت الجمعية المذكورة ،حسب مصادر مطلعة ، على فتوى شرعية تجيز بيع جلود كباش العيد لفائدة المساكين و الفقراء، وليس بغرض التجارة،لأن الأضحية نسك يقربها العبد بين يدي الله عز وجل ،تطهيرا له من ذنوبه واستنانا بسنة النبي إبراهيم عليه السلام، و أن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم نهى أن تمس بما يخل من هذا المقصد التعبدي الرفيع ، فتأتي يوم القيامة بلحمها وشحمها وجلدها وشعرها، لتكون شاهدة عليه، مشددا على أنه لا يجوز بيع جلودها، ويجوز التصدق بها للمسكين والمحتاج الذي يجوز له أن يبيعها وينتفع بها. مبادرة تهدف في الظاهر لمساعدة فئة الأيتام، لكن لها انعكاسات جلية على تنظيف المحيط و البيئة، حيث يجد عمال النظافة الكثير من المتاعب لإزالتها وغالبا ما تطرح هذه الأخيرة روائح كريهة، بمجرد تعرضها للحرارة الشديدة ،كما تستقطب الهيدورة مختلف أنواع الحشرات والذباب وتكون مرتعا للكلاب و القطط الضالة ،يضيف مراد. ج،طالب جامعي،وعليه فإن الاستثمار في مثل هذه النشاطات من شأنه أن يعود بالخير و النفع على الجميع . إذا اعتمدنا على عملية حسابية بسيطة، استنادا للأرقام المتداولة، فإن عدد الأضاحي، هذه السنة، تجاوز بالجزائر رقم 4 ملايين أضحية، يقول منذر عبد القادر، و إذا افترضنا أن ثمن الهيدورة الواحدة ب 200 دج فقط _حسبه _فإن العائد المادي سيكون بدون شك كبيرا جدا، و تساءل لماذا لا يتم اعتماد مثل هذا النوع من الاستثمارات التي تبدو للعيان بسيطة، لكن مقابلها المادي ضخم ، يعود بالفائدة على فئة الفقراء و المساكين ،و ينشط حركة الإنتاج داخل المصانع وينعش حرفة الجلود ببلادنا .