على الجزائر المساهمة في تسوية مشاكل الجوار عبر الحلول الدبلوماسية انتقد الدبلوماسي الجزائر، ووزير الخارجية سابقا، الأخضر الإبراهيمي، محاولات بعض الأطراف عزل دول شمال إفريقيا عن محيطها الإفريقي، وقال بان بعض الأطراف تسعى لإبعاد دول الشمال عن مشاكل القارة، مبديا ارتياحه للجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر لحل الأزمة في كل من مالي وليبيا من خلال استضافة جولات الحوار، وقال بان الجزائر مطالبة بالمساهمة في حل مشاكل دول الجوار. أكد الدبلوماسي والوزير السابق، الأخضر الإبراهيمي، على ضرورة مساهمة الجزائر في معالجة المشاكل والأزمات التي تعاني منها دول الجوار، عن طريق الحوار والحلول الدبلوماسية، وقال الإبراهيمي، في مداخلة بمناسبة الاحتفال بيوم الدبلوماسية، أمس، بان مشاركة الجزائر في حل أزمات الحوار «يجب أن تكون أساسية» إلى جانب الأطراف الأخرى التي تريد مساعدة مالي وليبيا. وأضاف قائلا «أنا سعيد جدا لأن الجزائر لها مشاركة مع الآخرين أساسية وكبيرة في محاولة مساعدة إخواننا في مالي على حل مشاكلهم»، لافتا إلى أن ما يجري في هذا البلد الجار «يهمنا كثيرا ولا يمكن القول أن ما يقع هناك لا يهمنا لأن هؤلاء (الماليين) إخواننا وأهلنا»، هنأ السيد الإبراهيمي المعروف بدور الوساطة في عدة أزمات دولية، الجزائر ورئيسها عبد العزيز بوتفليقة ب»الإصرار» على تولي هذا الدور من أجل التوصل إلى حل للوضع في مالي. كما انتقد الإبراهيمي، محاولات بعض الأطراف الخارجية، ودول افريقية، إبعاد دول شمال إفريقيا عن القارة السمراء، مؤكدا بان الجزائر من الدول القليلة التي لها نشاط متواصل في إفريقيا وبشكل مستمر، مضيفا بان انتماء الجزائري المغاربي والمتوسطي، يجب أن يبقى كذلك من الثوابت التي تبنى عليها الدبلوماسية الجزائرية. وبخصوص التطورات الأخيرة في العالم، وظهور الإرهاب، قال الإبراهيمي، بان ظاهرة الإرهاب بحاجة إلى النظر إليها عن قرب، مشيرا بان ما يصفه الغرب على انه إرهاب ليس بالضرورة صحيح، منتقدا العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على بعض الدول، وشكك في نجاعة هذه العقوبات التي تضر شعوب هذه الدول أكثر من الأنظمة والحكومات، مستدلا بما وقع في العراق، واعتبر في هذا الإطار أن الشعب العراقي «تضرر كثيرا من الحصار الاقتصادي وهذا في ظل تزايد عدد الضحايا والمشردين. كما تطرق المتدخل إلى أهم محطات الدبلوماسية الجزائرية لاسيما خلال الثورة التحريرية، معتبرا أن الرعيل الأول من الدبلوماسيين الجزائريين «كانوا يعتبرون أنفسهم مناضلين وليسوا دبلوماسيين» منوها في هذا الشأن بقدراتهم على غرار لمين دباغين و فرحات عباس. من جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن الدبلوماسية الجزائرية تميزت على الدوام ب»الاحترافية والاستمرارية» في كنف المبادئ والقيم التي ترتكز عليها. وقال لعمامرة أن إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية، التي حملت هذا العام شعار «تواصل بين أجيال الدبلوماسية الجزائرية»- مناسبة «للوقوف عند إنجازات العمل الدبلوماسي الجزائري انطلاقا من ثورة أول نوفمبر 1954 ،مرورا بانضمام الجزائر إلى منظمة الأممالمتحدة في 8 أكتوبر 1962 و وصولا إلى المرحلة الحالية». و اغتنم الوزير المناسبة ليذكر بالشخصيات «اللامعة» التي صنعت مجد الدبلوماسية الجزائرية وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، سواء لما كان وزيرا للخارجية أو عندما أصبح رئيسا للبلاد، وكذا أسماء أخرى على غرار الدبلوماسي و وزير الخارجية الأسبق لخضر الإبراهيمي الذي كان متواجدا بالقاعة. ولم يفوت لعمامرة المناسبة ليترحم على شهداء الجزائر عامة وشهداء الدبلوماسية الجزائرية على وجه الخصوص من بينهم القنصل بوعلام سايس والدبلوماسي طاهر تواتي.