الضغط الشرياني والنزيف الدموي وراء 30 بالمائة من وفيات الحوامل حذر أخصائيون مشاركون في ملتقى حول واقع الاستعجالات الطبية نظمته مؤسسة الصحة الجوارية حامة بوزيان مؤخرا، من الارتفاع المطرد لحالات وفيات الأمهات الحوامل بمصالح الاستعجالات بسبب مضاعفات الولادة، و النزيف الحاد، مطالبين بضرورة وضع إستراتيجية عاجلة لتخفيض نسبة الوفيات التي تعادل حاليا 88 وفاة لكل 100 ألف ولادة. حسب البروفيسور محمد عاشور من مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، فإن عددا معتبرا من وفيات الأمهات الحوامل، يسجل سنويا بمصالح الاستعجالات بمستشفياتنا ، ما يستدعي ضبط برنامج خاص و عاجل لتكوين المختصين، من أجل تقليص عدد الوفيات الناجمة عن نقص التكفل بحالات الحمل المعقدة ،أثناء و بعد عملية التوليد، فالمتابعة الطبية شرط أساسي للحفاظ على حياة الحوامل . البروفيسور أشار إلى أن نسبة من الوفيات بين الحوامل تسجل بالمناطق الريفية داخل سيارات الإسعاف أثناء عملية تحويلهن من مستشفى إلى آخر، ما يفرض تكوينا خاصا حتى لسائقي سيارات الإسعاف، و الممرضين، و أعوان الصحة، بهدف التدخل السريع، خصوصا وأن ارتفاع نسبة وفيات الحوامل، يرجع بالدرجة الأولى إلى عدم التحكم في الحالات الاستعجالية ،خاصة المتعلقة بالنزيف الحاد. أكدت من جهتها رئيسة اتحاد القابلات ليلى طالب، بأن الحالات التي تسجل سنويا تعرف ارتفاعا مطردا، ناتجا بالدرجة الأولى عن الضغط المفروض على المستشفيات و عيادات التوليد و الذي يقابله نقص الأخصائيين، إضافة إلى صعوبة ظروف التكفل والتحديات التي يواجهها الأطباء أثناء متابعتهم لهذا النّوع الخطير من حالات الحمل، خاصة في المناطق الداخلية التي تعرف نقصا في الأطبّاء المختصين. المتدخلون في الملتقى أشاروا إلى أن الأسباب الرئيسية للوفيات راجعة للتعقيدات أثناء الحمل أو الولادة أو حالات الإجهاض، كما يعد تهاون الحوامل، في بعض الأحيان، و إخفائهن لمعاناتهن من أمراض مزمنة كداء السكري، و ارتفاع الضغط الدموي، و أمراض القلب، في مقدمة الأسباب المؤدية إلى الرفع من نسبة الوفيات. بالمقابل تمثل الوفيات الناتجة عن الضغط الشرياني و النزيف الدموي الحاد ما نسبته 30 بالمائة منها، إذ تعتبر حالة النزيف الذي تتعرّض له المرأة الحامل قبل مرحلة الولادة أو أثنائها و تصل في بعض الأحيان إلى مرحلة النفاس، السبب الأول في وفاة الحوامل بالجزائر، فيما يعدّ ارتفاع الضغط الشرياني أثناء فترة الحمل السبب الثاني لوفاتهن ،إضافة إلى انفصال المشيمة، تمزق الرحم ،و كذا تسمم الدم أثناء النفاس. كما أن نصف الوفيات تكون خلال 24 ساعة بعد الولادة، فيما تسجل بقية الوفيات عموما خلال 42 يوما الموالية للوضع. وفق آخر الإحصائيات التي قدمتها وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، فإن الجزائر تحتل المرتبة 76 عالميا، من حيث نسبة وفيات الأمهات الحوامل، بمعدل 88 وفاة لكل 100 ألف ولادة. يعد مشكل الوفيات من بين أهم الأسباب التي باتت تدفع بالحامل إلى اختيار عملية الولادة القيصرية، بدل الطبيعية أو متابعة الحمل لدى أخصائي بإحدى العيادات الخاصة، ليتكفل بعملية التوليد، خصوصا بعد تنامي نسبة الوفيات بسبب حوادث الولادة. الأمر الذي تميل العائلات الجزائرية إلى تحميل مسؤوليته للطواقم الطبية بالمستشفيات خصوصا في ظل الضغط الكبير الذي تعرفه هذه الأخيرة. تجدر الإشارة إلى انه قد صدر مؤخرا قرار خاص في الجريدة الرسمية، يفرض على العيادات الخاصة والمؤسسات الاستشفائية، التصريح بوفيات الحوامل والإجهاض، حيث يتعين عليها التصريح الفوري عن كل وفاة للحامل، أيا كانت الظروف سواء خلال الحمل أو خلال المخاض و الولادة، أو بعد الولادة مباشرة، في ظرف 42 يوما الموالية للإجهاض، و42 يوما الموالية للولادة.