أصدر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد العزيز زياري، تعليمة جديدة تلزم كافة مديري المستشفيات ومؤسسات الصحة العمومية والخاصة بالتصريح الإجباري عن وفيات الأمهات في أجل لا يتجاوز ال48 ساعة، حيث يتعين على الطبيب مهما كان نظام ومكان ممارسته، التصريح الفوري عن كل وفاة أيا كانت الظروف سواء خلال الحمل، عند المخاض أو بعد الولادة مباشرة. وحسب القرار، فإنه يجب التصريح بوفاة الأم حسب الاستمارة المعدة لهذا الغرض، والتي تتضمن البيانات الخاصة بالأم، مع تحديد مكان الوفاة، وتوعدت الوزارة المخالفين لنص التعليمة بعقوبات صارمة طبقا للتشريع المعمول به. ويتعين حسب التعليمة، تحديد تاريخ وساعة الاستشفاء وتاريخ وساعة الوفاة التي تكون قد حدثت خلال 42 يوما الموالية للإجهاض أو الولادة في نص التصريح، فضلا عن الأسباب التي أدت إليها، وحددتها الوزارة في النزيف الذي يعقب الولادة، نزيف آخر ناجم عن الإجهاض، انفصال المشيمة، تمزق الرحم، تعرض الحامل إلى مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الحملي. وحسب القرار الوزاري، فإن على الطبيب أو الإداري المصرح بالوفاة أن يرسل استمارة التصريح الإجباري بوفيات الأمهات المملوءة والموقعة من قبل الطبيب الذي عاين الوفاة، إلى مديرية الصحة والسكان للولاية في أجل لا يتجاوز مدة 48 ساعة. كما يتعين على مدير الصحة للولاية مسك سجل وفيات الأمهات مرقما ومؤشرا عليه، يدون فيه كل المعلومات المتعلقة بوفيات الأمهات المسجلة في استمارة التصريح الإجباري، على أن يتم إرسالها إلى المصالح المختصة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في أجل 48 ساعة. ولا يمكن في أي حال من الأحوال –تضيف التعليمة- أن تعوض استمارة التصريح الإجباري بوفيات الأمهات، الشهادة الطبية لمعاينة الوفاة المنصوص عليها في التنظيم المعمول به، على أن يتم تطبيق العقوبات الصارمة عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما ضد كل المخالفين لمضمون التعليمة لاسيما عدم التصريح بالوفيات. ويأتي قرار وزير الصحة، عبد العزيز زياري الملزمة للتصريح بالوفيات في أوساط الأمهات المتعلقة بالولادة أو الإجهاض، بعد تسجيل ارتفاع مخيف في وفيات الأمهات دون التحقيق في أسبابها بعد حدوثها، علما أن وفاة الأم على مستوى المستشفيات غالبا ما يمر في صمت، حيث لا يكلف الأطباء والمشرفون على المستشفيات أنفسهم للتصريح بها على مستوى الجهات المعنية، علما أن النزيف الدموي الحاد يعتبر من أهم الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وفاة الأمهات. للإشارة، تسجل سنويا 1000 حالة وفاة وسط الأمهات أثناء الولادة في الجزائر، حسب الجمعية الجزائرية للتخطيط العائلي، التي كشفت عن 81 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة، إلا أن المختصين يرون أن هذه الأرقام لا تظهر إلا جزء من الواقع، كون أن حالات الوفاة لا يصرح بها لا على المستشفيات العمومية، وبدرجة أكثر على مستوى العيادات الخاصة.