سطع الخاتم الأزرق في أصبع كيت التي انتظرت طويلا قبل أن يكلّل انتظارها بما أرادته على جبل روتندو بكينيا. وربما وفر الأمير وليام على المحلّلين النفسانيين الجهد وهو يقدم لخطيبته خاتم الياقوت الأزرق المرصع بالألماس، أي خاتم زفاف والدته ديانا الملعون. سيبتسم ورثة فرويد بلا شك، فالأمير أفصح عن عقدته تلقائيا وكشف عن حبه المشؤوم لأم كثُرت في غرامها الأسماء ولم يتردد في القول بأنه لا يوجد أفضل من ربط الاثنين معا بهذا الخاتم. لكن غير المعنيين بالتحليل ودسائسه صحافة وجماهير سيستعدون لمعايشة قصة حب أخرى، وهم في غاية الشوق إلى تطوراتها و منعرجاتها في انتظار "النهاية المأساوية " التي برز الانجليز في حياكتها، من شكسبير إلى أميرة ويلز المأسوف عليها. و أول فصول الحكاية أن البريطانيين باتوا يفضلون وليام وريثا للملكة بدل والده تشالرز الذي ترهّل ولم يعد صالحا للحب والإثارة، لذلك لم يترددوا في مطالبة الأب بالتنازل عن العرش للابن. لكن الخبر الشؤم جاء من المؤسسة الدينية، حيث تنبأ قس بألا يدوم هذا الزواج سوى سبع سنوات! في وقت عادت الكنيسة لتصنع الحدث في أوروبا والعالم بعد إفتاء البابا بينيديكتوس السادس عشر، تحت الضغط، بجواز استعمال الواقيات الجنسية في حالات محددة. و بنى القس برودبنت نبوءته على فساد القصر الذي شهد الكثير من الخيانات والزيجات الفاشلة. وبالطبع ستنجز الصحافة الفصول المتبقية من الحكاية بالتنقيب عن خيانات محتملة كي تكتمل قصة الخاتم الأزرق. الدرس المستخلص من هذه القصة الانجليزية أن الأمم السعيدة لازالت تنتج الحب وتشغل الناس به، في وقت تنتج الأمم التي لا تسمى الحروب والكوارث والأحقاد.