ارتفع عدد ضحايا التدافع الذي وقع يوم مساء أمس الأول على جسر في العاصمة الكمبودية بنوم بنه إلى 350 قتيلا .ووقع الحادث خلال الاحتفال باليوم الأخير من مهرجان الماء السنوي،ويعد هذا الحادث أكبر مأساة منذ مجازر نظام الخمير الحمر في كمبوديا. ووقعت المأساة على الجسر الذي يربط بنوم بنه العاصمة بجزيرة دايموند الصغيرة الواقعة على نهر ميكونغ، حيث كانت جرت احتفالات اليوم الثالث والأخير من العيد. وأعلن المتحدث باسم الحكومة كيو كاناريث لوكالة فرانس برس أن 347 شخصا لقوا مصرعهم في الحادث وأصيب 410 آخرون بجروح معظمهم من النساء. وأوضح "قضى معظمهم اختناقا أو بسبب إصابات باطنية".ولم يعرف بعد سبب الكارثة بشكل واضح غير أنه يبدو أن إشاعة سرت بين الجموع مفادها أن الجسر غير مستقر "وعندها ساد الذعر بين العدد الكبير من الناس ولم يكن هناك مجال واسع للهرب". وأشار رئيس الوزراء الكمبودي هون صن إلى أن ما حصل هو "أكبر مأساة منذ نظام (الخمير الحمر)" الذي تسبب بمقتل نحو مليوني شخص، ما يوازي ربع عدد السكان، جراء التعذيب أو سوء التغذية بين العامين 1975 و1979. وقدم رئيس الوزراء تعازيه إلى عائلات الضحايا معلنا الخميس يوم حداد وطني.وأظهرت صور التلفزيون عشرات الأشخاص وقد تكدسوا فوق بعضهم ،وبعضهم لا يزال حيا ويحاول تخليص نفسه والبعض الآخر جثة هامدة.وقال كرون هاي (23 عاما) لوكالة فرانس برس "كنا نعبر الجسر إلى دايموند ايلند حين بدأ الناس يتدافعون في الجهة الأخرى. سمعت أشخاصا يصرخون وساد الهلع".وأضاف "بدأ الناس يركضون وأخذوا يقعون الواحد على الآخر. سقطت بدوري. نجوت لأن أشخاصا آخرين انتشلوني. كثيرون قفزوا إلى المياه".وتجمع المحتفلون المذهولون صباح أمس في صمت قرب مكان الكارثة. وبدا الجسر الذي منعت الشرطة العبور فيه، وقد تناثرت فيه ملابس ونعال وقوارير مياه.وأضاف المتحدث باسم الحكومة "الآن علينا التعرف على هويات القتلى".وتجمع مئات الأشخاص أمام مستشفى كالميتي في بنوم بنه ساعين للعثور عن أقارب أو التعرف على من قتل منهم. ونصبت خيمة بيضاء في مأوى سيارات ووضع فيها الجثث ممدة وبدأت الشرطة ترفع البصمات منها، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. ويحاول كمبوديون معاينة الجثث ويتصلون بالهاتف لتقديم وصف لملابس القتلى الذين تظهر على وجوه الكثير منهم كدمات.وتعرفت سوم كوف على ابنة احد اشقائها (16 عاما) وقالت "لقد سمعت أنها قتلت الليلة الماضية وجئت وتعرفت على جثتها".وكان هناك ملايين الكمبوديين في بنوم بنه لمشاهدة سباق المراكب والحفلات والألعاب النارية التي تجري كل عام.وينظم هذا الاحتفال بحسب المعتقدات المحلية، لشكر نهر ميكونغ على ري أراضي البلاد الخصبة وتوفير سمك وفير. وهذا أكبر احتفال تقليدي في البلاد.وتنظم الاحتفالات عرفيا مع اكتمال البدر في نوفمبر الجاري ومع نهاية موسم الفيضانات وانعكاس التيار بين نهري ميكونغ وتونلي ساب.