واشنطن تستشير الجزائر في مكافحة الإرهاب أكد السيد كمال رزاق بارة مستشار لدى رئيس الجمهورية أمس أن التعاون بين الجزائر والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب متواصل، مشيرا إلى أن الجهود التي بذلتها الجزائر، والنجاحات التي حققتها في مواجهتها للإرهاب تجعل المسؤولين اليوم بواشنطن يستشيرونها في هذا المجال. وأعلن أن المكلف بمكافحة الإرهاب على كتابة الدولة الأمريكية سيزور الجزائر في غضون فيفري المقبل. وقال رزاق بارة، أن الجزائر طورت معرفة معمقة بطيبعة الإرهاب وطرقه العملية، وأنها دفعت ثمن هذه الخبرة غاليا، مضيفا في تصريحات للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية، أنها أكدت دائما انه بالإضافة إلى الجانب الأمني يجب منح الأولوية للعلاج السياسي. وذكر في هذا السياق أن سياسة السلم والمصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مكنت من وضع حد للمأساة التي عاشتها الجزائر، ومنع أي شكل من أشكال التغطية السياسية أو الإيديولوجية للنشاطات الإرهابية نهائيا. وأبرز مستشار رئيس الجمهورية أن خبرة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب هي في متناول المجتمع الدولي. وقال في هذا الخصوص أن "بلدانا عديدة تتصل بنا من أجل تبادل التجارب والخبرة" مشيرا إلى أن الجزائر أثارت دائما مسألة الخلط الخطير وغير المقبول في بعض الأحيان الذي قد يقع في إطار المكافحة العالمية للإرهاب. واعتبر بارة ربط الإرهاب بالإسلام والعرب أمرا مرفوضا، ملحا على أن الجزائر دافعت دائما عن المبدأ القائل أن مكافحة الإرهاب يجب أن تتم في إطار احترام القيم الدينية والحضارية لشعوبنا. ولدى تطرقه إلى الوضع في الساحل، أوضح بارة الذي يقود الوفد الجزائري في أشغال اجتماع مجموعة الإتصال الثنائي للتعاون الجزائري - البريطاني في مجال مكافحة الإرهاب، ان بلدان الساحل لها القدرة الكاملة على التحكم في الرد الملائم على الخطر الإرهابي بالمنطقة مجددا التأكيد على موقف الجزائر الرافض لكل تدخل أجنبي بالمنطقة. وقال "نعتقد أن بلدان المنطقة هي الأولى المعنية بتنسيق الجهود في مجال مكافحة الخطر الإرهابي، كما نرفض بشكل مطلق كل محاولة تدخل قد تحول خطرا محليا إلى خطر من نوع آخر. وأكد في هذا السياق أن كبار شركاء الجزائر أمثال بريطانيا والولايات المتحدة واعين بصحة هذا الموقف على غرار شركائها الإقليميين مثل الإتحاد الافريقي. بارة الذي أشار إلى المبادرات التي اتخذتها الجزائر لتنسيق جهود بلدان المنطقة في مكافحة الإرهاب، نوه باجماع هذه البلدان على دعم المبادرات الجزائرية الرامية إلى تظافر جهودها في مجال مكافحة هذا الخطر. وقال أن المنظمة الإرهابية "القاعدة في المغرب العربي" التي تنشط بمنطقة الساحل تعد خطر لاينبغي تضخيمه ولاتجاهله، مشيرا إلى أن هذه المنظمة جعلت من اختطاف الرهائن الأجانب اختصاصا لها للمطالبة بدفع الفدية مقابل إطلاق سراحهم، وبعد أن ذكر بالمبادرة الجزائرية بشأن تجريم دفع الفدية، أكد أن بريطانيا تدعم الموقف الجزائري الذي أصبح أكثر فأكثر مدعوما من قبل الشركاء الهامين للجزائر على الساحة الدولية.