السجن النافذ لرب أسرة و"حرّاق" مالي فتحا ورشة لتزوير العملة الصعبة بعين كرشة قضت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء هيئة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء أم البواقي بإدانة المتهمين بارتكاب جرم جناية محاولة تزوير أوراق نقدية ذات سعر قانوني في الإقليم الوطني وفي الخارج ويتعلق الأمر برب الأسرة القاطن بإقليم دائرة عين كرشة المسمى (د ص) البالغ من العمر 54 سنة والرعية من جنسية مالية الشاب المسمى (س م) البالغ من العمر 23 سنة بعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا لكلا المتهمين ومصادرة المواد المحجوزة وكان ممثل النيابة العامة قد التمس من جهته تسليط عقوبة 12 سنة سجنا نافذا مع مصادرة المحجوزات. القضية تعود إلى الأشهر الثمانية المنقضية عندما وردت مصالح فصيلة الأبحاث بالمجموعة الولائية للدرك الوطني بأم البواقي معلومات مؤكدة مفادها أن مجهولين بإقليم دائرتي عين مليلة وعين كرشة بصدد فتح ورشة مختصة في تزوير العملة المالية الصعبة "الأورو" بالتنسيق مع أحد الرعايا الأجانب المنحدرين من دولة مالي، لتنطلق المصالح المعنية في تحريات مكثفة للوصول إلى هوية وعدد المجهولين وإحباط عملية إغراق الأسواق المحلية في الجهة الشرقية للتراب الوطني بالعملة المالية المزورة، أعوان الضبطية القضائية نصبوا كمينا محكما للإيقاع بعناصر الشبكة أين توصلوا لها بعد تجسيد أحد أفراد الدرك لدور أحد بائعي العملة من القبض على رب الأسرة المكونة من 8 أبناء والقاطن بمدينة عين كرشة والذي ضبط وبحوزته صندوق من الحجم الصغير به قصاصات سوداء اللون على شاكلة الأوراق المالية من العملة الصعبة، المعني أشار بأن الرعية من جنسية مالية والذي ألقي القبض عليه بمدينة عين مليلة هو من سلمه الصندوق قبل أن يخبره بأنه بصدد استقدام كميات من مسحوق يحوّل القصاصات السوداء إلى مبالغ مالية، المتهم المنحدر من مدينة عين كرشة أوضح طيلة مراحل التحقيق بأن شابين من جنسية مالية تقدما منه وطلبا منه الاشتراك معهما في مشروع فلاحي لتربية الماشية والأبقار وخدمة الأرض وهو المشروع الذي سينطلق بعد منحه إياهم مبلغ 150 مليون سنتيم، لينطلق رب الأسرة في تحضير المبلغ ليمكنهم من الشطر الأول باحثا في الوقت نفسه عن طريقة لجمع الشطر الثاني من المبلغ ليقصد أحد التجار بمدينة عين فكرون بعد أن أخبره شريكاه في المشروع الوهمي بأنهما بصدد تحضير مبلغ بالعملة الصعبة لإتمام المبلغ الإجمالي الذي على أساسه ينجح المشروع، المتهمان بعد توقيفهما متلبسين وبحوزتهما القصاصات المهيأة لتزوير العملة أنكرا في جلسة المحاكمة بحضور مترجم معتمد من طرف الدولة الجرم المنسوب لهما فالأول أقر بأن القصاصات تسلمها رفقة جواز سفر اتضح أنه مزور من طرف شريكيه الفارين كضمان عن مبلغ 150 مليون الذي سلمه إياهم، أما الرعية المالية فأشار بأن المتهم الأول التقى به في محطة نقل المسافرين بعين مليلة التي أخطأ حسبه الذهاب إليها بعد أن كان في طريقه للميلية مستفسرا إياه عن هوية شريكيه في المشروع ليجد نفسه أمام هيئة المحكمة التي نطقت عقب مداولاتها القانونية بالحكم السابق.