تأجيل عشرات العمليات الجراحية يوميا بالمستشفى الجامعي بقسنطينة كشفت مصادر موثوقة من المستشفى الجامعي بقسنطينة أمس بأن عشرات العمليات الجراحية تؤجل يوميا بمختلف المصالح بسبب نقص المخدر منذ بداية الأسبوع الجاري، فيما لجأ المسؤولون لاسترجاع الكميات المتوفرة من هذه المادة بمختلف الأقسام لفائدة الاستعجالات. و قد أضافت ذات المصادر "للنصر" بأن أزمة نقص المخدر استدعت من الجهات المسؤولة بالمستشفى اتخاذ مجموعة من الإجراءات كشفت عنها أمس الأول في اجتماع لمسيري الصيدلية المركزية بالمراقبين الطبيين على مستوى كافة المصالح، حيث أعطيت أوامر باسترجاع كل كميات المخدر المتواجدة بالأقسام التي لا تستقبل حالات استعجالية و توجيهها إلى الأقسام التي تستقبل حالات لا يمكنها الانتظار كقسم الاستعجالات الطبية و الجراحية، الولادة وكذا جراحة العظام التي تصلها يوميا حالات استعجالية كثيرة.أما عن كيفية سير العمل داخل بعض الأقسام، فقد أكدت مصادرنا بأن عملية واحدة تجرى يوميا في أحسن الأحوال بعد أن كانت تجرى بين 9 إلى 10 عمليات عند توفر المخدر فيما أجلت كل العمليات التي كانت مبرمجة في أقسام أخرى، مؤكدة في ذات الموضوع بأن عدد العمليات المؤجلة سيرتفع بشكل أكبر في الأيام المقبلة خاصة و أن تاريخ انتهاء الأزمة لم يحدد.بعض الأطباء و أعوان التخدير أكدوا من جهتهم استحالة إجراء العمليات الجراحية دون توفر هذه المواد التي تستورد من الخارج كمخدر البروبوفول الذي تستهلك منه كميات كبيرة في كل عملية تصل إلى 3 علب تحمل 6 قارورات سعة الواحد منها 20 ملل و كذا مخدر المورفينيك، الإيتوميطاد و البانطودال التي تستعمل للتخدير الكلي، مضيفين بأنه حتى و لو توفرت المخدرات الجزئية التي قالوا بأنها لا تزال موجودة حاليا و بكميات محدودة، فإن إجراء عمليات جراحية بهذه المخدرات يشكل خطرا على المريض لما يمكن أن تسجله من مضاعفات أثناء العملية.مدير المستشفى من جهته نفى وجود أزمة و أكد بأن الأوضاع تجري على ما يرام غير أنه اعترف بوجود أزمة وطنية في مواد التخدير و قال بأن لا أحد يملك الرد عن تاريخ انفراجها.