"طاكسي فون" و"الساحة" يمتعان الجمهور الوهراني اليوم ما قبل الأخير من فعاليات مهرجان الفيلم العربي كان للسينما الجزائرية التي كانت حاضرة من خلال فيلم "طاكسي فون" للمخرج محمد سوداني، والفيلم الثاني للمخرج دحمان أوزيد بعنوان الساحة حيث تم عرضهما بسينما المغرب التي اكتظت بالجمهور الوهراني المهتم بالأفلام والشغوف بمعرفة الممثلين. الأفلام التي تعرض في قاعة سينما المغرب تشهد في الغالب اقبال الجمهور الوهراني، نظرا لموقع القاعة بوسط المدينة في شارع العربي بن مهيدي، وهذا ما جعل الفيلم الأول "طاكسي فون" يحظى باقبال منقطع النظير، لعامل الوقت من جهة ومن جهة ثانية كونه فيلم جزائري يروي قصة زوج سويسري يزوران الصحراء الجزائرية. والقصة كانت مشوقة حملت المشاهدين الى أعماق الصحراء حيث تعمد المخرج ابراز بعض المناظر الساحرة التي تتميز بها الصحراء الجزائرية، والتي تكون عادة محط اعجاب السواح الأجانب الذين يقيمون بها علاقات حميمية مع سكانها. من هنا تبدأ قصة أوليفي وهيلينا داخل واحة تملك من الجمال ما يجعل الزوجين يغوصان وسط بيئة غريبة عنهم هيلينا تحتك بأسرة وتندمج في عاداتها وتقاليدها، فيما يتعرف أوليفي بصاحب محل طاكسي فون وتتوالى الأحداث التي تنتهي بافتراق الاثنين فتتبخر الأحلام والمشروع الذي جاء من أجله القصة كانت مشوقة، غير أن المخرج تعد نقل بعض الصور التي لا تتناسب مع الأداب العامة، حيث سجل انسحاب بعض العائلات التي أبدت تأسفها من الجرأة الزائدة لهذا المخرج بتكسيره لحاجز الحياء واقدامه على عرض صور خليعة فاجأت هذه العائلات التي أرغمت على الخروج. وخلال النقاش الذي دار مع المخرج طرحت بحدة هذه الظاهرة التي سبق اليها المخرج المغربي حسن بن جلون في فيلمه "منسيو التاريخ". أما الفيلم الثاني "الساحة" الذي يعتبر أول تجربة في مجال الكوميديا الموسيقية، تدور الأحداث بحي سكني في أطراف المدينة. ويعرف هذا الحي كثافة سكانية مما يترتب عنه ظواهر اجتماعية متعددة، يصورها المخرج بالمقاطع الموسيقية المعبرة عن نفسية وسلوكات الناس التي تفرزها هذه الظواهر. للاشارة فإن المشاركة المصرية هذه السنة ضعيفة جدا حيث فسر هذا الغياب بناء على خلفية الأحداث الساخنة التي تسببت فيها مقابلة كروية. ومن جهة أخرى كانت المشاركة الخليجية قياسية على غرار المشاركة المغاربية التي كانت حاضرة بقوة من خلال الأفلام والممثلين والمخرجين، وهو ما ترك صدى ايجابي لدى المشاركين الذي عبروا اعجابهم لمستوى الأفلام المنتقاة.