عادت لهجة التصعيد التي أطلقها معسكر الرئيس الايفوارى المنتهية عهدته لوران غباغبو من جديد بمهاجمة معقل خصمه الرئيس المنتخب حسن واتارا الى الواجهة بما يهدد المساعي الاقليمية المتواصلة والرامية الى ايجاد انفراج في الوضع المتأزم بكوت ديفوار على خلفية الانتخابات الرئاسية الاخيرة. فقد اختار معسكر الرئيس المنتهية ولايته غباغبو لغة التصعيد اثر الدعوة التي وجهها شارل بلي غودي وزير الشباب في حكومة غباغبو الى المناصرين لاقتحام فندق /الغولف/ المقر العام للرئيس المنتخب واتارا و طاقم حكومته يوم 1 جانفي المقبل. وبعدما ما أجل مسيرة"سلمية" كان قد دعا الى تنظيمها امس "لاعطاء الفرصة لانجاح الدبلوماسية التي تنتهجها دول الجوار" قال شارل غودي أن العملية تهدف الى"تحرير" معقل الحسن واتارا الذي يخضع لحراسة قوات حفظ السلام الاممية وجنود من القوات الجديدة (المتمردون السابقون). ومن شأن هذه التهديدات أن" تخلق وضعا أكثر تعقيدا" وسط توقعات باحتمال اندلاع مواجهات دامية بين أنصار معسكر غباغبو الذين سيواجهون حتما مقاومة من طرف القوات الاممية المرابطة بالفندق و التي يبلغ قوامها 800 فردا حسب متتبعين. وتأتي هذه التهديدات عشية تعرض دورية لبعثة الأممالمتحدة في حي غربي أبيدجان لهجوم أدى الى اصابة جندي واحتراق إحدى العربات.واعتبرت آن اوتولو المتحدثة باسم معسكر الرئيس المنتخب واتارا هذه التهديدات "تحرشا" و"ذريعة" ينتهجها الخصم لخلق حادث ضد القوات الاممية التي يطالبون برحيلها. وأمام هذا الوضع المتفاقم ندد رئيس إدارة عمليات حفظ السلام الأممية الان لوروا بحملة "الدعاية" و"الدعوات إلى الكراهية" التي يبثها التلفزيون الحكومي ضد بعثة الأممالمتحدة في كوت ديفوار. وتأتي هذه التطورات عشية مغادرة وسطاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا /ايكواس/ ابيدجان نحو مقرها بالعاصمة الفيدرالية ابوجا حيث اطلع الموفدان الافريقيان رئيس سيراليون ارنست كوروما و نظيره للرأس الأخضر بدرو بيريس رئيس التجمع رئيس نيجيريا جوناثان غودلوك على نتائج مشاوراتهم مع الرئيسين الايفواريين المنتهية عهدته والمنتخب ومع الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في كوت ديفوار تشوى يونغ-جين. وإثر هذه اللقاءات التي لم تحقق أي تقدم يذكر فى الوضع المعقد في كوت ديفوار أكد الوفد الرئاسي لايكواس في بيان مشترك عزمه على مواصلة مهمته وذلك بالعودة الى كوت ديفوار الأسبوع المقبل. وبموجب إطار التفويض المخول الى رئيسها من جانب مجلس السلم والامن تشارك مفوضية الاتحاد الافريقي بشكل "كامل" في سلسلة اتصالات ومشاورات دبلوماسية تهدف الى التوصل الى حل سلمي فوري للازمة في كوت ديفوار. وبالموازاة مع ذلك اجتمع رؤساء أركان الجيوش في دول غرب افريقيا امس على مدى يومين فى ابوجا لبحث ازمة كوت ديفوار و تحديدا الجانب اللوجستي "الضروري في حالة التدخل العسكري لابعاد غباغبو من السلطة". وكانت دول /إيكواس/ قد هددت غباغبو باستخدام "القوة المشروعة" ومتابعة المسؤولين عن أعمال العنف إذا لم يمتثل للمطالب الدولية بالتنحي عن منصبه وتسليمه للرئيس الحسن واتارا الذي اعترف المجتمع الدولي فى مجمله بفوزه في الانتخابات الرئاسية وفقا للنتائج التي أعلنتها لجنة الانتخابات تم تراجعت و استبعدت هذا المنهج في التعامل مع هذا الموضوع نظرا ل"حساسيته في الوقت الراهن" مفضلة اللجوء الى أسلوب"الدبلوماسية و الحوار". ويعد هذا أول تهديد مباشر بالتدخل العسكري الخارجي في أزمة الانتخابات الايفوارية التي تسببت في مقتل ما يقرب من 200 شخص منذ تنظيم الاقتراع في 28 نوفمبر الماضي والتي تهدد بإشعال الحرب الأهلية من جديد في أكبر بلد منتج للكاكاو في العالم. وكان غباغبو قد حذر من مخاطر اندلاع "حرب أهلية" في حال تدخل عسكري وشدد معسكره على أن ملايين المهاجرين من دول غرب افريقيا يقيمون ويعملون فى كوت ديفوار وقد يتضررون من ذلك. وأمام تدهور الوضع الانساني بسبب الأزمة السياسية بكوت ديفوار طالبت منظمتا "الصليب الأحمر" و "الهلال الأحمر"الدوليتان المجتمع الدولي بمساعدتهما في جمع مليون دولار لدعم البلدان المجاورة لكوت ديفوار للتعامل مع النازحين الذين فروا بسبب الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي. واستنادا الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فان نحو 14 ألف شخص فروا من كوت ديفوار إلى ليبيريا المجاورة, وذلك بسبب أعمال العنف التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات. ومن جهتها قالت عمليات الاممالمتحدة في كوت ديفوار (اونيسي) ان ثمة انخفاض في ضحايا اعمال العنف حيث تم تسجيل ستة قتلى هذا الاسبوع مقارنة مع 173 قتيلا الاسبوع الماضي.