تعطلت مناجم الفوسفاط في منطقة قفصة التونسية منذ عدة ايام جراء اضرابات واعتصامات العمال الذين يطالبون بمكافحة مخلفات الفساد الذي استشرى في عهد النظام السابق والغاء الخوصصة وادخال الاصلاحات على" شركة فوسفاط قفصة". وقد شلت هذه الاضطرابات هذا القطاع منذ عدة ايام من حيث الانتاج والنقل والتزويد والاستعمال والتصدير حيث تتكبد " شركة فسفاط قفصة " بشكل يومي بسبب الحركات الاحتجاجية والاضطرابات الاجتماعية خسائر تقدر بمبلغ 3 ملايين دينار تونسي (الدينار التونسي يساوي 9 ر1 اورو) يوميا وهو حجم العائدات المتاتية من مبيعات الفسفاط ومشتقاته بالاسواق العالمية. وهكذا تسببت الاضرابات عن العمل والاعتصامات فى شل عمليات معالجة الفوسفاط الخام بوحدات الانتاج التابعة" لشركة فسفاط قفصة " كما انجر عنها شلل في نقل الانتاج عبر خط السكة الحديدية الى معامل " المجمع الكيميائى التونسي" في مدن قابس وصفاقس والصخيرة بغرض انتاج الاسمدة الكيميائية او التصدير نحو الخارج فيما ترتب عن تعطل انتاج الفسفاط ونقله توقف شامل لنشاطات وحدات المجمع الكيميائي بقابس نتيجة نفاد مادة الفوسفاط. وأفادت مصادر مسؤولة " بشركة فسفاط قفصة " ان الانشطة معطلة بأغلب وحدات انتاج الفسفاط المنتصبة بمدن ام العرائس والمتلوي والمضيلة والرديف مؤكدة ان عمليات " غسل" الفوسفاط الخام ومعالجته معطلة تماما بمراكز كاف الدور وام العرائس والمضيلة وشبه معطلة بالوحدات الواقعة بالرديف والمتلوي. وعليه فان حجم كميات الفوسفاط الذي اعتادت " شركة فسفاط قفصة "فى الظروف العادية نقله يوميا الى مصانع المجمع الكيميائى التونسي لانتاج الاسمدة او الى الموانئ بغرض للتصدير يتراوح ما بين 20 و 25 ألف طن من الفوسفاط التجارى وهو ما لم يعد متاحا القيام به منذ بداية الاسبوع الجاري. وان الحقت الاضرار الكبرى بالنشاطات الانتاجية والتصديرية لمادة الفوسفاط فان هذه الاضرار قد انعكست بشكل سلبي على الاقتصاد التونسي خاصة وان الشلل الذي طال شركة فقصة للفوسفاط والمجمع الكيمايائي من شانه ان يفقدهما القدرة على الايفاء بالتزاماتهما اتجاه الحرفاء الاجانب او المحليين. ويطالب المعتصمون بضرورة ادخال الإصلاحات الضرورية على "شركة فسفاط قفصة" ومقاومة الفساد الذي استشرى في عهد النظام السابق مقترحين إلغاء الخوصصة واعادة فتح مناجم اغلقت من قبل واستغلالها على أفضل وجه. و اثار العمال " الأوضاع المأساوية " التي يعيشها القاطنون قرب المناجم ومعاناتهم من الانعكاسات السلبية البيئية والصحية الناجمة عن استخراج الفوسفاط من ذلك التلوث والأمراض الخطيرة لا سيما السرطان.