"البلطجية يعدون هذه الجمعة"، هذا هو العنوان الخطير الذي يخيم على المشهد المصري، بعد تأكد خروج كل من أنصار شباب ثورة 25 يناير للاحتفال بنصرهم غدا الجمعة، وأنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك والداعين للاعتذار له وللتعبير عن رفضهم لما لحق مبارك من إهانات كانت خاتمتها تنحيه عن السلطة قبل نهاية ولايته، وهو ما يعتبره أنصار مبارك إساءة لمشواره السياسي ولتاريخه الحربي حين كان قائدا في الجيش في حرب أكتوبر الحزب الوطني وثوار 25 يناير نحو ميدان التحرير غدا الجمعة ويتخوف النشطاء من أن تتحول الجمعة القادمة إلى حالة من الفوضى والانفلات الأمني الخطير، لا سيما وأن دعوات المنتصرين بالخروج إلى الشارع للتعبير عن فرحتهم تأتي في الوقت ذاته بالتزامن مع دعوات أنصار مبارك الذين رأوا في رحيل مبارك بتلك الكيفية إذلالا له وإهانة لتاريخه في الحروب التي قادت مصر لاسترجاع جزء كبير جدا من الأراضي المصرية. وفي هذا الصدد، قال الناشط المصري عصام عمر، والعضو في ائتلاف ال 25 يناير للفجر :"أنا واحد من الناس الذين استجابوا لمطلب الجيش بعدم النزول بمظاهرات في الشوارع خلال الفترة الحالية لتسيير عجلة الحياة والمساعدة في عودتها بشكل طبيعي" وأضاف :"سأخرج يوم الجمعة للدفاع عن ثورتنا ولن أسمح للخونة بإهانة الثورة الشعبية"، على حد تعبيره وأوضح :"لقد قررت ذلك عندما سمعت عن مظاهرة وفاء للرئيس "السابق" الجمعة القادمة ومحاولات الحزب الوطني للفت أنظار الرأي العام"، وأضاف :"إذا كان من حق كل مواطن مصري التعبير عن رأيه، فنحن الائتلاف الثوري ندعوهم للتظاهر بعيدا عن ميدان التحرير". ودعت اللجنة الإلكترونية للحزب الوطني الذي كان يترأسه الرئيس السابق حسني مبارك ويضم في عضويته أبرز وجوه النظام السابق مثل أحمد عز وجمال مبارك، إلى الخروج في مسيرات يوم الجمعة لإعادة الروح للحزب ورفع شعارات تطالب بدعم حكومة أحمد شفيق، كما أكدت اللجنة إلى أنها سوف تحشد الملايين من المواطنين المناصرين لمبارك، رغم رحيله. وقال أعضاء اللجنة إنهم وجّهوا دعوات عبر الأنترنيت والأس أم أس لجميع أنصارهم لتأكيد ضرورة الخروج يوم الجمعة في مسيرات حاشدة رافعين شعارات "العرفان لمبارك" و"أنا آسف يا ريس" والاعتذار لشخصه حسب تأكيدات عدد منهم ل"الفجر". وقال أعضاء اللجنة :"نؤكد ضرورة الاعتراف بالجميل" وأضافت :"حسني مبارك كان رئيسا له ثقله ووزنه السياسي بكل أنحاء العالم والمظاهرة عرفان بالجميل لحسني مبارك". وتساءل أحد أعضاء ائتلاف ثورة 25 يناير قائلا:"يبدو أن الحزب الوطني ينوي تصعيد جديد على الأرض وإثارة الفوضى التي منع الجيش والشعب حدوثها؟ وقال "من المسؤول عن الحزب الوطني الآن، وكيف لم تبدأ محاسبة أعضاء الحزب عن الفساد السياسي؟". وردا على دعوات "أنا آسف يا ريس"، قال نشطاء ثورة 25 يناير إنهم سيرفعون شعارات :"أنا مش آسف يا ريس" للرد على دعوات أنصار الحزب والوطني، وقال الناشط والصحفي المصري وائل محمود :"إنهم يهدفون إلى الإساءة إلى شهدائنا الأبرار". وأضاف :"من المستحيل أن نقول لمبارك إننا آسفون" وقال :"مبارك قتل من شعبه 800 في 18 يوم وكان يريد أن قتل أكثر من أجل السلطة وتوريث الحكم لابنه يقعد في السلطة، وموش آسفين لواحد عمل وتسبب في إصابة 5 آلاف مواطن مصري منهم 198 شاب بعاهة مستديمة". وشدد على موقفه قائلا :"مبارك سرق 70 مليار دولار، أتاح مناخا جيدا للفساد وهو لا يستحق إلا الإعدام وليس الأسف". وأضاف :"إننا لا ننكر عليهم حقهم في التعبير ولكن عليهم أن يذهبوا بعيدا عن ميدان التحرير" وقال :"لكم ميدانكم ولنا ميداننا" في إشارة منه إلى بعض الدعوات المعتدلة التي أطلقها أنصار مبارك التي قالت بأن مسيرة الاعتذار لا بد من أن لا تتوجه نحو ميدان التحرير وأن لا تتعدى مساحة ميدان مصطفى محمود بالمهندسين من أمام المسجد لتمتد على طول شارع جامعة الدول العربية بذات المنطقة.