دعا مدير العلاقات الإقتصادية البينية بوزارة التجارة الى ترقية "الأسيهار" إلى مستوى "التظاهرات الإقتصادية الحقيقية" بما يساعد على تطوير العلاقات الإقتصادية مع الدول المجاورة . وأوضح مجاهد إبراهيم خلال أشغال يوم دراسي حول " تجارة المقايضة" نظم مساء الجمعة على هامش فعاليات تظاهرة " الأسيهار" المتواصلة بتمنراست " أنه يتعين ترقية هذا المعرض إلى مستوى التظاهرات الإقتصادية الحقيقية وإخراجها من دائرة يغلب عليها الطابع الفولكلوري إلى فضاء يحمل بعدا إقتصاديا بما يساهم في تطوير العلاقات الإقتصادية مع الدول الإفريقية المجاورة" .وأكد ذات المسؤول بأن الهدف الأول الذي كان وراء إقرار "الأسيهار" يتمثل في ''فك العزلة عن المنطقة وتنمية العلاقات الإقتصادية بين الجزائر والبلدان المجاورة"مبرزا في نفس السياق الدور الكبير الذي أدته تجارة المقايضة في تنمية مناطق أقصى الجنوب. واعتبر مجاهد إبراهيم "أن حجم المبادلات التجارية بين الجزائر والدول المجاورة لا زال " ضعيفا" لأن المبادلات إنحصرت في المبادلات التجارية فقط ولم ترق بعد إلى مستوى التبادلات الإقتصادية المنشودة " . وأضاف ذات المتحدث في نفس السياق " بأنه يتوخى أساسا من وراء اعتماد تجارة المقايضة ترقية العلاقات الإقتصادية بين الجزائر والدول المجاورة " ومن ضمن الخطوات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف أنه تم وفي إطار الإتفاقيات التي أبرمت مؤخرا بين الجزائر والدول المجاورة لها جنوبا منح الفرصة للتجار الجزائريين للمشاركة في المعارض و التظاهرات الإقتصادية التي تقام في هذه الدول من أجل إكسابهم رؤية حقيقية بخصوص نشاط مزاولة التجارة البينية وسبل تطويرها. كما حث ممثل وزارة التجارة غرف التجارة الجزائرية بالجنوب لتنظيم معارض خاصة بالمنتوج الجزائري في الدول المجاورة مثل مالي و النيجر من أجل التعريف بالمنتوج الوطني والبحث عن أسواق جديدة ضمن الفضاء الإفريقي . ودعا بالمناسبة أيضا تجار المنطقة إلى العمل من أجل تجسيد إستثمارات دائمة في الدول المجاورة ولا ينبغي الإقتصار على المبادلات التجارية فقط بل "يتعين إقامة مشاريع إستثمارية إنتاجية دائمة لتوفر عددا من العوامل المساعدة على تحقيق هذا المسعى وفي مقدمتها الطريق العابر للصحراء وما يوفره من فرصة تسهيل المواصلات ويعد عاملا يراهن عليه في تطوير التجارة البينية مستقبلا" .وذكر مجاهد إبراهيم ضمن هذا التوجه " أن هناك مبادرة للدولة الجزائرية تسعى من خلالها التوصل إلى اتفاق بينها و بين ثماني دول من إفريقيا الغربية بشأن نقل وتبادل البضائع بدون ضريبة مما سيساعد هذا الإجراء مستقبلا في تطوير التجارة بالمنطقة وجعلها لا تقتصر فقط على تجارة المقايضة" . وقد ركز المتدخلون في هذا اليوم الدراسي الذي جرى بحضور ممثلين عن مصالح الجمارك وقطاع التجارة بالولاية على مجموعة العوامل المشتركة التي تساعد على ضمان تجارة بينية فعلية . ومن بين هذه العوامل التي تم التطرق إليها الموقع الجغرافي للدول المجاورة للجزائرو البني التحتية المتوفرة وفي مقدمتها الطريق العابر للصحراء إضافة إلى العلاقات العائلية و هذا بالإضافة إلى مشروع تزويد مدينة تمنراست بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من منطقة إن صالح والذي شرع في تشغيل الجزء الأول منه مؤخرا إضافة إلى مشروع مرتقب لتموين المنطقة بطاقة الغاز الطبيعي . وأجمع المشاركون بأن هذه العوامل الأساسية من شأنها أن تحفز المستثمر الجزائري على الإستثمار في هذه المنطقة مما سيساهم في فتح آفاق واعدة للتصدير نحو إفريقيا وتوفير مناصب شغل وتغطية حاجيات السوق الوطنية وترقية النشاط الصناعي والتجاري بالمنطقة. وقد إقترح عدد من تجار المنطقة في ختام هذا اللقاء إعادة النظر في الصيغة القانونية الحالية لتجارة المقايضة بما يسمح أن تتماشى وبصفة أفضل مع حاجيات المنطقة والعمل أيضا على تدعيم إنشاء وحدات إنتاجية صناعية بالمنطقة وضمان المرافقة للتجار. للتذكير فإن تظاهرة " الأسيهار" ( 17 مارس - 6 أفريل 2011) في طبعتها الثانية والثلاثين التي تنظمها غرفة التجارة والصناعة " الأهقار" بالتعاون مع بلدية تمنراست كانت قد انطلقت فعالياتها يوم الخميس بعاصمة الأهقار وتشهد مشاركة العديد من المتعاملين الجزائريين .