قال عارضون بالصالون الأول المعكوس للمناولة يوم الثلاثاء بالجزائر أن المؤسسات الوطنية مستعدة للجوء أكثر فأكثر إلى المناولين المحليين شريطة أن يقدموا هؤلاء منتجات مطابقة و في الآجال المحددة. في تصريح لوأج أوضح مسؤول بشركة الخطوط الجوية الجزائرية كمال حموش أن الشركة الوطنية للنقل الجوي تعمل مع مناولين محليين يقدمون لها عدة منتجات على سبيل التعليب و بعض وثائق السفر. و أكد مسؤول آخر بذات الشركة أنه يتم استيراد مجمل قطع غيار الطائرات و التجهيزات الخاصة بالطيران لأنها بحاجة إلى مطابقة يقدمها المنتج الأصلي. و من جهته أكد المكلف بالاتصال بمؤسسة محاجر مدينة الجزائر ايقوجيل علي أن شركته ما فتئت تفضل المناولين الوطنيين غير أنها غالبا ما تجد نفسها أمام منتجات و خدمات غير مطابقة. و أضاف أن "الصالون المعكوس للمناولة يعد حتما فرصة للمناولين حتى يدركون أن كافة المؤسسات الوطنية أبدت حاجتها في هذا المجال و يكفي سوى الاستجابة لها من خلال اقتراح منتوج ذي نوعية و في الأجل المحدد". و من جهته أكد مسؤول جناح سوناطراك بالصالون عبد الله خلوط أن المجمع الذي تقدر حاجياته في مجال قطع الغيار بحوالي 500.000 وحدة مستعد للمساهمة في تطوير النسيج الصناعي الوطني. و أضاف يقول "حقيقة سوناطراك لها حاجيات كبيرة في مجال المناولة و لكن لدينا تجهيزات باهضة الثمن و جد ثقيلة تستدعي خدمات خاصة ذات نوعية". و اعتبر مسؤول بوزارة الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار أن "هناك فرص عديدة ستؤدي في حالة حسن استغلالها إلى تطوير نسيج صناعي و خدماتي للمناولة من شأنه أن يواجه المنافسة الدولية". و استدل المسؤول بالمبالغ المعتبرة التي تخصصها المؤسسات الوطنية سنويا لاستيراد قطع الغيار و اللوازم الأخرى. و أشار إلى أن سوناطراك تخصص سنويا ما قيمته 80 مليار دينار لاستيراد قطع الغيار و لوازم الآلات الضرورية لتشغيلها بينما تقدر الميزانية السنوية التي تخصصها مصانع الإسمنت العمومية 40 مليار دينار. و أضاف أن واردات الآجر تقارب 7 ملايير دينار كل سنة و السكك الحديدية 10 ملايير دينار منها مليار دينار بالمناولة محليا فيما بلغت قيمة الواردات المتعلقة بالصناعة الميكانيكية (الشركة الوطنية للسيارات الصناعية) 8 ملايير دينار منها مليار دينار من خلال المناولة محليا. و تشير الإحصائيات التي قدمها المسؤول إلى أن طلبات المؤسسات الكبيرة فيما يخص المناولة تتراوح ما بين 4 و 5 ملايير دولار سنويا. و أكد وزير الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار محمد بن مرادي يوم الاثنين عند افتتاح الصالون الوطني الأول المعكوس للمناولة أن الدولة ستواصل دعمها للمناولين من أجل تطوير النسيج الصناعي الوطني. و ذكر الوزير أنه لهذا الغرض اتخذت الحكومة سلسلة من الإجراءات ترمي إلى المساهمة في تطوير تنافسية مؤسسات المناولة على غرار رفع الأفضلية الوطنية في منح الصفقات العمومية إلى 25 بالمائة و وضع آليات تسمح بالحصول على مشاريع بصيغة التراضي. و أشار إلى أن الدولة قررت مساعدة مؤسسات المناولة على تطبيع وتصديق منتوجاتها و بالتالي زيادة حصصها في السوق. وسيتم أيضا منح مساعدات مالية لهذه المؤسسات لكي تتوسع و تتمكن من مواجهة الطلب الوطني.