تحيي دول العالم يوم الأحد اليوم العالمي للعمال وسط تحديات يواجهها العمال في مختلف البلدان وخاصة الدول النامية في مجال نشاطاتهم في ميدان العمل وجهودهم لتحسين أوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية. وقد تميز إحياء هذه المناسبة في بعض الدول بالتطورات الجديدة التي تشهدها على المستوى السياسي والاجتماعي والناتجة عن نضال وتطلعات فيئات المجتمعات نحو الترقية والحرية والديموقراطية. ففي مصر يأتي إحياء عيد العمال وسط أجواء التغيير السياسي للبلاد حيث بدأ صباح اليوم الإحتفال بهذه المناسبة بإشراف الاتحاد العام لنقابات عمال مصر وبرعاية المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة. وقد أكد رئيس مجلس الوزراء المصري عصام شرف في كلمة له إن الشعب المصري يحتفل بأول عيد عمال عقب نجاح ثورة 25 جانفي وكله أمل وثقة في تنفيذ المبادىء التي قامت عليها الثورة. وشدد أن المجتمع المصري في هذه المرحلة في حاجة الى تكاتف الجميع لضمان الانتقال الى نظام ديمقراطي يقوم على الشفافية ومحاربة الفساد ومضاعفة العمل لإعادة بناء الاقتصاد وتشجيع الاستثمار وزيادة فرص العمل. كما تم التأكيد في الأردن على دعم المكتسبات التي حققها العمال في مجال تحسين أوضاعهم المعيشية والإجتماعية والعمل على إيجاد سياسات إقتصادية واضحة تساهم في ترقية المجتمع وتطوير البلاد. وبالمناسبة صدر اليوم تقرير إقتصادي في عمان أبرز عدة تحديات يواجهها العمال في الأردن ومها تدني الأجور ومنافسة العمالة الوافدة في السوق المحلي وغياب السياسات الإقتصادية الواضحة. وقال التقرير الذي اصدره مركز "الفينيق" للدراسات والبحوث الإقتصادية (هيئة بحثية مستقلة) ان معظم العمال في الأردن يعانون من تدني الأجور. وأوضح التقرير "أن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية لم تكن هي السبب الأساسي في تراجع ظروف العمل في الأردن بل أن النموذج الاقتصادي الأردني لا يساعد في خلق الكثير من فرص العمل للأردنيين وبالتالي فإن تأثيراتها على سوق العمل الأردني كانت محدودة واقتصرت على تعميق مشكلات القوى العاملة". وأشار إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه العمال في الأردن ومنها غياب سياسات عمل واضحة ومحددة الأمر الذي أدى الى تباين الاجراءآت المتعلقة بسوق العمل بين الحكومات الأردنية المتعاقبة. وفي تونس دعا الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع التونسيين إلى تحقيق المصالحة الوطنية وحذر من السقوط في فخ تكرار أخطاء الماضي تحت مسميات جديدة. وقال المبزع في كلمة بثها التلفزيون التونسي مساء أمس إن الشعب التونسي أهدى الوطن "ثورة مجيدة" تشكل فرصة تاريخية تفرض وحدة الغاية وتتطلب وحدة الصفوف. وشدد الرئيس التونسي المؤقت في كلمته على أن البناء المجتمعي الجديد "يجب أن يتأسس على قاعدة وفاقية صلبة تتسع لكل التونسيين دون استثناء قاعدة وفاقية تنبذ الضغينة والبغضاء وتؤلف بين قلوب أبناء الوطن جميعا". وفي أندونسيا اتسم الإحتفال بهذه المناسبة باتخاذ احتياطات واستعدادات أمنية لاستباق أية تحركات ارهابية محتملة خلال الاحتفال بعيد العمال وكذا بمناسبة انعقاد قمة دول رابطة جنوب شرق أسيا (الأسيان) والتي من المنتظر ان تعقد فى جاكرتا يومي 7 و8 ماي الجاري. ويشار الى أن الاحتياطات الامنية تشمل اماكن التجمعات والمصانع والمواقع الحيوية وفى منطقة القصر الرئاسى ومبنى البرلمان ووزارة القوى العاملة ودوار فندق اندونيسيا والتى تنطلق منه عامة التجمعات والمسيرات. وفي نيجيريا صادق الرئيس النيجيري جودلوك جوناثان بمناسبة اليوم العالمي للعمال على مرسوم قانون يقضي بإنشاء أول محكمة وطنية خاصة للفصل في قضايا العمل والعمال وعلاقاتهم بأصحاب الأعمال. ويهدف القانون الذي تم الإعلان عنه اليوم الأحد إلى ضمان سرعة الفصل في هذه القضايا التي عادة ما يؤثر طول فترة نظرها أمام المحاكم العادية على أوضاع الاستقرار المادي والعائلي للعمال وأسرهم لاسيما في القضايا التي تتعلق بالأجور وتعرض العمال للفصل التعسفي. وقال ناطق باسم الرئاسة النيجيرية إن إنشاء هذه المحكمة هو هدية الدولة لقطاعات العمال.. كما أصدر مجلس نقابات عمال نيجيريا بيانا رحب فيه بهذا القانون الذي يحقق الانصاف السريع لملايين العمال النيجيريين. كما أصدر الرئيس النيجيري اليوم مرسوما تم الإعلان عنه ببدء تنفيذ صيغة الحد الأدنى للأجور اعتبارا من أول ماي الجاري. وبموجب هذا القرار يكون أدنى حد لأجر أقل عامل في نيجيريا هو 18 ألف نيرة شهريا أي ما يعادل 120 دولارا تقريبا. وتعد هذه الإجراءات بنيجيريا انتصارا كبيرا لعمالة المستوى الأدنى التي تشهد موجات غلاء تعد الأعلى على مستوى العالم. وبالرغم من المكاسب المحققة في مجال الرفع من المستوى الإجتماعي والإقتصادي للعمال في دول العالم تبقى قطاعات واسعة من العاملين يتعرضون لإنتهاكات حقوقهم وصعوبات شديدة حيث لا تزال أجور الكثيرين في المجتمعات تقل عن الحد الأدنى للأجور. كما أن فيئات واسعة من العمال مازالت لا تحصل على التأمينات الاجتماعية والصحية وتعمل لساعات عمل طويلة وتفتقر إلى أبسط شروط الصحة والسلامة المهنية.