قسنطينة – أقدم بعض تجار مدينة قسنطينة على تغيير نشاطهم التجاري بما يتماشى مع شهر رمضان الفضيل، حيث تحولت محلات بيع الملابس وأغراض أخرى إلى محلات لصنع الحلويات العصرية والتقليدية على غرار الزلابية وقلب اللوز، حسبما لاحظت وأج يوم الثلاثاء بوسط المدينة. فعند التجول بأرجاء الشوارع العتيقة لمدينة الصخر العتيق على غرار كل من السويقة ورحبة الصوف، يلاحظ إقبال كبير من السكان على المحلات التي اتخذت من الحلويات التقليدية صنعة جديدة لها فهناك من كان يزاول هذا النشاط قبل حلول شهر رمضان وهناك من أقبل عليه في هذه الفترة خصيصا طلبا للربح السريع. ويعرف سكان مدينة الجسور بحبهم للحلويات الموسمية على غرار الزلابية وإصبع العروس والصامصة والمقرقشات وقلب اللوز وغيرها حيث "لا تحلو سهرة رمضان دون هذه الحلويات التقليدية التي نزين بها موائدنا ونشتهيها" تقول الحاجة يمينة التي كانت واقفة أمام محل لبيع الزلابية تنتظر دورها لاقتناء بعض منها. أما في ما يتعلق بالتجار الذين غيروا من نشاطهم فقد أفادوا بأنهم "اعتادوا على مزاولة هذا النشاط طيلة الشهر الفضيل" لأنه حسب رأيهم "نشاط مربح ويجدون متعة كبيرة في مزاولته". ويقول الشاب محمد "كلما حل شهر رمضان الكريم أقبل على صناعة الحلويات التقليدية التي تعلمتها خلال تربص لي بأحد مراكز التكوين المهني وذلك على مستوى محلي هذا المتواضع الذي كان في السابق محلا لبيع الكتب." ويرى محمد بأن سكان قسنطينة يتذوقون نكهة رمضان من خلال هذه الحلويات التقليدية الشهية التي يحبها الصغار والكبار والتي تزين بها الأمهات والسيدات موائدهن في سهرات رمضان حيث تجتمع الأسرة حول صينية تحمل ما طاب ولذ من هذه الحلويات الحلوة المذاق. وتأسف محمد لكون هذا النشاط أصبح ممارسا من قبل الكثير من التجار الذين يسعون إلى الربح السريع حيث أنهم يقدمون على صناعتها وبيعها حتى ولو كان ذلك مخالفا لشروط النظافة حيث تجد معظمهم قد غيروا نشاطهم التجاري واقتنوا بعض الأغراض التي تستخدم في صناعتها ويقومون بعرضها على طاولات عارية معرضة لغبار الشارع. وتبقى "الزلابية" سلطانة هذه الحلويات التقليدية يشير محمد لأنها الأكثر طلبا في هذا الشهر الفضيل على الرغم من أن سعرها يصل 160 دج.