المدية - يعتبر عصير العنب المصفى المستخلص من عنب "السينسو" و الذي يدعوه سكان منطقة المدية ب" الرب" و كذا العجينة المخروطية الشكل المصنوعة من العنب و اللوز آخر المنتجات التقليدية التي يصارع حرفيو المنطقة للحفاظ عليها. وقد أصبح هذين المنتجين التقليديين معلما من المعالم التقليدية الغذائية لعاصمة التيطري المهددة بالانقراض و الزوال بحكم انحصار صناعة التحويل التقليدي للعنب والتي طال ما اشتهرت بها كل من منطقة المدية خاصة بن شيكاو و سي محجوب و تيزي مهدي حيث فقدت الحرفة أغلب ممارسيها بسبب انتقالهم لنشاطات أخرى تدر مالا أكثر بمجهود أقل مما تتطلبه تحويل العنب. وقد أسهم تغير العادات الغذائية للمجتمع و كذا التطور في تراجع الطلب على هذين المنتوجين الذين يتمتعان بفوائد علاجية، حسبما أكده العديد من متناوليها. كما يرجع سبب تقهقر استهلاك "الرب" و "حلوة العنب" إلى اعتمادهما على فاكهة العنب التي بدأت تختفي من لائحة اهتمامات فلاحي المنطقة حيث تحولوا إلى منتوجات فلاحية أخرى. ومن جهته، أسهم لاختفاء التدريجي للنسيج الصناعي في تفاقم الظاهرة كونه كان يمتص إنتاج المنطقة من مادة العنب إذ أصبحت نشاطات تحويل فاكهة العنب تقتصر على بعض المشتقات التي لا تدر الربح الكثير. و قد ساهمت كل هذه العوامل مجتمعة في تراجع إنتاج العنب بمشتقاته على غرار رحيق العنب و المعجون المركز للعنب و الهلام المستخلص من العنب و هي منتجات يكثر عليها الطلب خلال الأعياد المحلية و فصل الشتاء لاحتوائها على سعرات حرارية عالية كما أنها تتمتع بقدرات علاجية لبعض الأمراض.